المجرمون يردمون النيل فى بنى سويف والواسطى ويبيعون الأراضى داخل المجرى الخالد بأسعار خيالية، وهناك من يشترى ويبنى بالخرسانة مبانى حراما تحت سمع وبصر الرئاسة ورئيس الوزراء ووزيرى الداخلية والرى .
المجرمون يتجرأون ويرتكبون أكبر الخطايا بردم مجرى النيل فى الوقت الذى ينشغل فيه الرئيس بالحصول على دعم السيد جون كيرى لاستمرار الجماعة فى حكم مصر، وإقناعه بإعلان رفضه لرفض المعارضة المشاركة فى مسرحية انتخابات مجلس النواب.
وفى الوقت الذى ينشغل فيه الدكتور هشام قنديل بالتفكير فى إثبات أن حكومته تدير شئون البلاد فعلا، وانها باقية فى مكانها ومكاتبها واستراحاتها وميزانياتها وإهمالها وتقاعسها وعجزها .
وفى الوقت الذى ينشغل فيه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بسحل المتظاهرين ودهسهم بالمدرعات فى المنصورة وبور سعيد والشرقية .
وفى الوقت الذى ينشغل فيه الدكتور محمد بهاء الدين وزير الرى بحضور المؤتمرات عن التغيرات المناخية وخلافه، وتنظيم المسابقات بين طلبة المدارس حول أهمية وحيوية المياه .
المجرمون يردمون النيل بالبلدوزورات وتحت حماية السلاح الألى والتهديد الصريح لأى فرد شرطة أو مهندس رى ،يتجرأ ويسأل مجرد سؤال ماذا تفعلون ؟فى إشارة واضحة لما وصلت إليه البلاد من انفلات وتفكك وفوضى بينما المسئولون فى العاصمة المحروسة مشغولون بتستيف الأوراق وخراطة الدوائر الانتخابية وتوزيع الأدوار لصناعة برلمان بطعم وريحة برلمان أحمد عز وجمال مبارك فى 2010.
المجرمون يردمون مجرى النيل، الذى قدسه الأجداد وغنى له الشعراء واحترمه المصريون على مدى العصور واعترف السياسيون بأهميته ودوره فى بناء مصر الحديثة، مثلما يوزع تجار المخدرات بضاعتهم على نواصى الشوارع الرئيسية فى القاهرة، ومثلما يتحرك مهربو السلاح والبشر على الحدود بحرية، ومثلما يعيش البلطجية وقطاع الطرق وتجار الشغب أزهى عصورهم، بينما يؤكد السيد الرئيس فى كل مناسبة أن الأوضاع ليست كما تبدو عليه وأنه يعلم ما لا يعلمه الناس.
المجرمون يردمون النيل بينما يطنطن رئيس الوزراء مشيرا بيديه: لا تهاون مع التعديات على مجرى النيل وجسوره وفروعه بالمحافظات، و تم بالفعل وضع برنامج زمنى لإزالتها تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس، فيما يردد وزير الرى وكأنه صدى صوت : لن نسمح بأى تعديات على النيل .. لن نسمح بأى تعديات على النيل .. لن نسمح بأى تعديات على النيل.