بعد انتخابات رئاسة الجمهورية بفوز محمد مرسى، بدأت حملة هجوم ضارية ضد حمدين صباحى، كانت الميليشيات الإلكترونية تجهز كل يوم وجبة دسمة من الأكاذيب لنشرها على المواقع الإلكترونية، و«الفيس بوك»، أخذت الحملة نهجا غير أخلاقى بالمرة، سألت زميلا إعلاميا إخوانيا بحسن نية عن هذا الموضوع، أجاب بغطرسة: «لسه هو أنتم شفتم حاجة»، سألته: «كده يعنى الموضوع هيطول؟»، أجاب: «الخطة كانت هتستمر شهرين، لكن هتفضل على طول»، واصل الزميل كلامه: «كل واحد لازم يعرف حجمه، ومفيش حد يفكر أن الساحة متروكة له كده بالسهل»، قرأت تحقيقا استقصائيا رائعا كتبه الزميل مصطفى زكريا فى الزميلة «الصباح» عن ميليشيات «الإخوان الإلكترونية»، فتذكرت حوارى مع الزميل الإعلامى الإخوانى، حدثنى كأنه ديك منفوش الريش، لم يكن قد مضت أيام على فوز مرسى، لكن لسان حال زميلى كان يقول: «نحن هنا ومن يعارضنا هناك، حربنا بدأت للقضاء على من يخالفنا».
«الميليشيات الإلكترونية» هى الأداة الجديدة فى أيدى الإخوان، هى الفضاء الجديد لبث الأكاذيب، الزميل مصطفى زكريا التحق بالعمل مع هذه الميليشيات بعد مقابلة وراء أخرى، ومن اشتراك فى اعتصام مع شباب الجماعة إلى حماية مقراتها من أجل إثبات الولاء والإخلاص، وأخيرا أصبح عضوا باللجان، فماذا رأى؟.
أصبح مصطفى مكلفا بمتابعة الدكتور محمد البرادعى، يتتبع حواراته فى الصحف المصرية والأجنبية، يترجمها حرفيا باستخدام برامج متقدمة فى الترجمة موجودة على كل جهاز كمبيوتر، تعرف على كلمة السر فى الرسائل المتبادلة بين أعضاء اللجان المختلفة هاتفيا أو عبر البريد الإلكترونى وهى «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وغفرانه».
طبقا لتحقيق مصطفى زكريا، تمثلت تعليمات الحرب على البرادعى فى تصيد الأخطاء والبحث عما إذا كان هناك تناقض بين التصريحات الجديدة والسابقة، اقتطاع أجزاء من الأحاديث بحيث تكون خارجة عن سياقها العام، والتركيز عليها حتى يظهر البرادعى مدانا. الاهتمام بدرجة قصوى بأى كلام يتعلق بحقوق الأقليات الدينية فى سياق أنه «ضد الإسلام»، لا بأس من تحريف الترجمة لأن هذه حرب بين «المشروع الإسلامى وأعداء الإسلام الليبراليين «الكفرة».
المرحلة التالية تأتى بعد الانتهاء من عمل صورة ما بـ«الفوتوشوب» أو فبركة تصريح، أو عمل ترجمة مشوهة، تتولى عشرات الصفحات الإخوانية نشر المنتج النهائى، وينقل المنتمون لـ«الجماعة» هذه المواد على صفحاتهم، فيراها الآخرون فتكون النتيجة عداء لـ«البرادعى»، وخسارة نسبة من مؤيديه غير مطلعين على مواقفه.
يحكى مصطفى: «من المشاهد التى لا أحسب أنها ستخرج من ذاكرتى، أننى كنت مستغرقا فى العمل أمام الكمبيوتر»، هتف أحد الشباب: «الله أكبر ولله الحمد»، وجدت تصريحا لـ«الكافر» حمدين صباحى وهو يمتدح صدام حسين، وعندئذ هتف شاب آخر: تكبير، فكبرنا وراءه، ثم هتف الشاب نفسه: سجود، فسجدنا جميعا، وأنا فى قمة الذهول.
هكذا تعمل الميليشيات الإلكترونية الإخوانية فى تشويه الآخرين، هكذا تؤسس نهجها فى إدارة خلافها.