الأمور تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم وبسرعة شديدة، لدرجة جعلت وكالات الأنباء تسابق الزمن لإبراز أخبارها، الرئيس يصدر قرارا والمعارضة تهيج بعد لحظات قليلة، ومن ثم الشارع يشتعل وتدخل الداخلية فى الصراع كطرف أساسى، ويسقط ضحايا وشهداء فيزداد الأمر تعقيداً واشتعالاً والبرامج الليلية تجد المادة التى تلائمها والضحية المواطن العادى الماكث بمنزله، يتابع ما يحدث ويفكر كيف يدبر أموره فى ظل ما تمر به بلاده من فوضى عارمة، وعدم استقرار عاد عليه وعلى أسرته بالضرر، الأزمة القادمة والتى بدأت منذ أيام هى انتخابات مجلس الشعب التى أقرها الرئيس، وعلى الفور دعت المعارضة لمقاطعتها، نعم إنهم يريدون مقاطعة الانتخابات، لأنها لا تأتى على هواهم -وهذا حقهم- والتجارب السابقة جميعها منذ تولى مرسى السلطة بالبلاد، أثبتت أنه يفعل ما يريد وزوبعة المعارضة دائماً ما تذوب فى فنجان.
أيها المعارضون، أرجو من سيادتكم أن تذكروا لنا نحن الشعب المصرى العريض بجميع فئاته، ما هو النفع الذى سيعود علينا بمقاطعتكم الانتخابات، اللهم إلا مزيدا من الاستحواذ الإخوانى؟ ألا تتذكرون غلطة شفيق، ألم تكن نفس وجوهكم هى التى أطلت على الشعب المصرى وقت انتخابات الرئاسة العام الماضى، وحذرت من انتخاب الفريق أحمد شفيق؟ هل نسيتم عصير الليمون؟ ألم يكن عصيركم الشهير هو المفتاح السحرى الذى فاز به الدكتور مرسى الذى تعارضونه الآن؟! ألم تنادوا بإسقاط حكم العسكر؟ ألم تكن رهاناتكم جميعا خاسرة، والرابح الوحيد هو الإخوان بشكل خاص والإسلاميون بشكل عام؟! أرجوكم كفوا عما تفعلونه، ولا تسوقونا معكم كالقطيع، لقد زادت أخطاؤكم ومع كل خطأ تعود بنا الدولة عقودا للوراء، أستحلفكم بدماء الشهداء وبتراب مصر الغالية، أن تتحدوا وتؤسسوا كيانا قويا موحدا ضد التيار الإسلامى، يستطيع المنافسة معهم بدلاً من المقاطعة التى ليس لديكم سواها منذ الثورة وإلى وقتنا هذا، والتى أثبتت بالدليل القاطع أن المعارضة فى مصر هى أهم سلاح ومفتاح لانتصار النظام!