دعونا نتحدث على البساط الأحمدى، ولتتسع صدوركم معى إلى النهاية، حتى لا نصطدم بحالة سوء الفهم المتبادلة والسائدة فى المجتمع الآن.
يقول البعض- ليس بقليل- من الصحفيين، إن نقيب الصحفيين «ممدوح الولى» أدار فترة توليه للنقابة بشكل خاطئ.. أقول لهم «ممكن»، يقولون إن «الولى» تقاعس عن الحصول على حقوق شهداء الصحفيين.. أقول لهم «ربما»، يقولون إن «الولى» أهدر حقوق الصحفيين وضمانات حرية الرأى والتعبير فى الدستور.. أقول لهم «حصل»، يقولون إن «الولى انحاز لسياسة الإخوان الرامية لتقويض حرية الرأى والتعبير.. أقول لهم «ربما»، يقولون إن «الولى» لايصلح نقيباً للصحفيين.. أقول لهم «حصل.. ولهذا لم يرشح نفسه لرئاسة النقابة مرة أخرى».
أما أن يقوم البعض بإهانة الزميل الصحفى ممدوح الولى نقيب الصحفيين والاعتداء عليه للأسباب السابقة.. هنا أرد بعنف «هذا هو المحال ذاته».
المنطق يا زملاء يقول إن المكون الأساسى فى نقابة الرأى هو «الاختلاف».. والمنطق يازملاء يقول أيضاَ إن الاختلاف له أدواته التى تتعلق باحترام قواعد الحوار، واحترام الرأى الآخر مهما كانت دوافعه، ومهما كانت نتائجه، وأن هذه الأدوات لو انحرفت تجاه العنف والتجاوز لتحولت بالاختلاف إلى العداء.. والعداء يازملاء ليس أحد مكونات نقابة الرأى، وليس أحد مكونات المهنة التى تعرف بـ«ضمير الأمة»..
وضمير الأمة يا زملاء، إن لم يكن ضميراً مستقراً محترماً.. انهارت الأمة وضاعت.
نقابة الصحفيين طوال تاريخها معروفة بنقابة الاختلاف فى الرأى، ويكثر فيها الاختلاف السياسى الذى هو جزء من طبيعة المهنة، وفى الوجه الآخر يجتمع كل المختلفين فى رابطة قوية من الصداقة والزمالة، لا يهزها ولا ينال منها الخلاف السياسى.
البعض يرى أن الأزمة مصدرها تسييس النقابة، وأراه رأياً ساذجاً، فالمهنة بطبيعتها مهنة سياسية، وإن فقدت النقابة اهتمامها السياسى، فقدت وجودها كنقابة للصحفيين، أما الأزمة الحقيقية كما أراها، تكمن فى تحزيب النقابة وليس تسييسها، فالتسييس هو مكون أساسى فى نقابة الصحفيين، أما التحزيب وسيطرة أتباع اتجاه حزبى معين على النقابة، فهذا هو الخطر والخطيئة، والغريب أن أتباع هذا الاتجاه الحزبى هم الذين يصمون آذاننا بصراخهم حول رفض تسييس النقابة!!، وهم ذاتهم الذين كانوا يخوضون الانتخابات علنا تحت راية حزبهم، وبمباركة مرشدهم وموافقته!!.
نعود إلى موضوعنا، فى بداية السبعينيات من القرن الماضى، حاول أنور السادات النيل من الصحفيين على طريقة النظام الحالى، فتصدت له النقابة بكل وحدتها وترابطها، وبكل الاختلافات السياسية لأبنائها تحت قيادة نقيب النقباء كامل الزهيرى، رحمه الله، والذى قال قولته المشهورة: عضوية النقابة كالجنسية لاتسقط عن الصحفى، وفصل الصحفى خط أحمر، واستكمالاً لنهج نقيب النقباء أقول.. وأيضاً كرامة الصحفى خط أحمر، ولهذا فالاعتداء على النقيب ممدوح الولى هو جريمة بكل المعانى.. جريمة غريبة عن تراث النقابة وقيمها، جريمة تسبب فيها من حزّب النقابة، وفرض عليها قيماً غريبة عنها وعن طبيعتها.... فمن دخل نقابة الرأى فهو آمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة