كريم عبد السلام

البلد يغرق وسكرتير الرئيس متفائل

الجمعة، 08 مارس 2013 08:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى خرجت فيه أوضاع بورسعيد عن السيطرة تماما حتى وصل الأمر إلى استهداف المتظاهرين لمديرية الأمن، وإعلانهم الانتصار على الداخلية بعد إجبارهم الشرطة على الانسحاب من المدينة وانتخاب محافظ ومسئولين للحكم المحلى من بين الجماهير، خرج علينا المهندس خالد القزاز، سكرتير الرئيس للعلاقات الخارجية بتصريحات حول أخبار مبشرة سيتم الإعلان عنها قريبا.

وفى الوقت الذى اقتحم فيه المتظاهرون مجلس محلى الإسكندرية، وانضمت الإسماعيلية والسويس والغربية والدقهلية بدرجات متفاوتة إلى العصيان المدنى، خرج علينا المهندس خالد القزاز، سكرتير الرئيس بتصريحاته حول الأخبار المبشرة.

وفى الوقت الذى يسيطر فيه المتظاهرون على وسط القاهرة ويواجهون محاولات قمع الداخلية لهم عنفا بعنف، خرج علينا المهندس خالد القزاز، سكرتير الرئيس بتصريحاته حول الأخبار المبشرة.

وفى الوقت الذى ترتفع فيه وتيرة الغضب الشعبى وتتصاعد أعداد التوكيلات التى يحررها المواطنون للجيش ولوزير الدفاع بإدارة البلاد بدلا من الحكم الحالى الفاشل، خرج علينا المهندس خالد القزاز، سكرتير الرئيس بتصريحاته حول الأخبار المبشرة.

وفى الوقت الذى وصل الانفلات إلى وزارة الداخلية نفسها وأعلنت قطاعات الوزارة إضرابها اعتراضا على سياسة الأخونة وقرارات الوزير، حتى وصل إلى إغلاق الضباط والأفراد أقسام الشرطة بالجنازير، خرج علينا المهندس خالد القزاز، سكرتير الرئيس بتصريحاته حول الأخبار المبشرة.

وفى الوقت الذى أغلق فيه عدد من المستثمرين مصانعهم وتراجعت معدلات الإنتاج إلى مستويات غير مسبوقة، خرج علينا المهندس خالد القزاز، سكرتير الرئيس بتصريحاته حول الأخبار المبشرة.

وفى الوقت الذى وصل الانفلات الأمنى ومستويات الجريمة إلى قيام اللصوص بتثبيت رجل أعمال وسرقته بواسطة السلاح الآلى والآر بى جى، أمام أحد البنوك بمدينة بدر، خرج علينا المهندس خالد القزاز، سكرتير الرئيس بتصريحاته حول الأخبار المبشرة.

لكن ما هى الأخبار المبشرة التى يطالبنا سكرتير الرئيس بالاستعداد لاستقبالها بفرح غامر وسرور غير مسبوق؟ ما هى الأخبار التى يمكن أن تنسينا سقوط البلاد فى مستنقع الشلل والفقر والانهيار الاقتصادى والجريمة لتدخل بامتياز بفضل الجماعة المتسلطة إلى معسكر الدول الفاشلة؟

الأخبار السارة التى يبشرنا بها سكرتير الرئيس تتعلق بقرض صندوق النقد الدولى، فالسيد السكرتير يزف إلينا نبأ زيارته إلى مقر الصندوق فى واشنطن، لمتابعة برنامج القرض والبرنامج المقترح من الحكومة المصرية فى هذا الصدد، وكأن القرض المشئوم أصبح غاية فى ذاته، أو كأن قيمته كفيلة بحل مشكلات مصر الاقتصادية.

الأخبار السارة التى يبشرنا بها سكرتير الرئيس تعكس مدى عجز وفشل الإخوان الإدارى والسياسى والذى تسبب فى وصول البلاد إلى شفا الانهيار، متناسين أنهم تندروا على حكومة الجنزورى عندما كانت تفاوض الصندوق على القرض، وكانوا سببا فى إفشال المفاوضات رغم أن موقف الاقتصاد المصرى آنذاك كان أفضل كثيرا منه فى عهدهم غير الميمون.

سكرتير الرئيس وغيره من قيادات الإخوان ينسون أو يتناسون أن مشكلاتنا الاقتصادية هى فى جانب كبير منها انعكاس للاحتقان السياسى الذى تسببوا فيه ونتيجة مباشرة لإدارتهم الفاشلة، وهو ما لن يجدى لإصلاحه قرض الصندوق أو عشرة قروض أخرى مماثلة ما دامت السياسات الفاشلة والتصور الحاكم على ما هو عليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة