الحزن الشديد الذى سيطر على الشعب الفنزويلى إثر وفاة الرئيس هوجو تشافيز، عشية الثلاثاء الماضى.. أكد أن فراق الروح عن الجسد ليس نهاية المطاف، فالروح الخالدة دائما ما تكون معبرة عن أحلام لا تموت أبداً، وروح لم تنفصل عن مجتمع منحها الثقة والحب بدرجة تبدو لمن يراها بشكل عابر كأنها خارج حدود المنطق. خروج الشعب الفنزويلى بالآلاف لوداع تشافيز، ليس نابعاً فقط من فقدانهم مجرد رئيس دولة، إنما للإعلان عن حزنهم لفقدانهم «رئيس الفقراء» كما يسمونه، خاصة أن الفنزويليين يعتبرونه من أقوى الشخصيات التى عرفتها فنزويلا فى تاريخها. غيب الموت تشافيز بعد معركة مع السرطان استمرت عامين وأنهت حكم الزعيم الاشتراكى الذى استمر 14 عاما، وبقى الحب الجارف الذى تمتع به من جانب شعبه، لتأكيد البعد الأسطورى الذى اتسمت به شخصيته، والحس الإنسانى فى تعاملاته مع الجماهير.
مشهد الجنازة الكبيرة الذى تصدر شاشات الفضائيات وتويتات الفيس بوك وتويتر، كان دليلاً دامغاً على مدى الحب الذى تمتع به تشافيز خارج القطر الفنزويلى أيضاً، وعلى أن حب الوطن حينما يكون نابعاً من نبض القلوب تمتزج الأرواح بعشق الشعوب وتظل خالدة مهما مر الزمان. تأثر تشافيز بشخصية الزعيم المصرى الراحل جمال عبدالناصر، وأكد فى أكثر من مناسبة أنه يسعى إلى السير على نفس التجربة الناصرية فى دعم الفقراء والبحث الدائم عن حقوقهم من أجل عيشة كريمة بحرية وديمقراطية، ما منحه الشرعية طوال فترة حكمه بعد أن أصبح بطلا للفقراء والمضطهدين، كما أطلق عليه لقب «سبارتاكوس» العصر الحديث، ارتباطاً بـ«أمبراطور» روما القديم. عرف تشافيز بعدة دعوات لخلق علاقات وطيدة بين الدول الأكثر فقرا فى العالم، ودعمه لكفاح الشعب الفلسطينى، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، احتجاجاً على العدوان على قطاع غزة، كما تتمتع حكومته بعلاقات جيدة بالدول العربية، ولعل أبرز مواقفه أثناء حرب أمريكا ضد العراق حينما وقف على منصة الأمم المتحدة، قائلاً: «ﺇننى ﺍﻗﻒ على أﺭﺽ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍلأﻋﻈﻢ»، ﻣﻮﺟﻬًﺎ ﻛﻼﻣﻪ ﻟﺠﻮﺭﺝ ﺑﻮﺵ ﺍﻟﺬى ﻛﺎﻥ ﻗﺪ أﻋﻠﻨﻬﺎ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ معى ﻓﻬﻮ ﺿﺪى، فاﺧﺘﺎﺭ تشافيز أﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺗﺤﺪﻳﻪ ﻟﺒﻮﺵ فى عقر داره، فى الوقت الذى كان يقف فيه الحكام العرب كمتفرجين، وفى أواخر عصره واجه اتهامات بالوقوف إلى جوار الأنظمة العربية الاستبدادية فى ظل علاقته الجيدة مع رؤوساهم فى مقدمتهم معمر القذافى رئيس ليبيا الراحل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة