سعيد الشحات

أكبر من عبدالمجيد محمود وطلعت عبدالله

الإثنين، 01 أبريل 2013 07:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التقيت قبل يومين بصديق فى حزب «الحرية والعدالة» هو «إخوانى متمرد»، يدافع عن الجماعة فى جانبها الدعوى الذى تركته لصالح السياسة، فى أمور السياسة ينتقد بعنف أداء الجماعة والحزب، يصب غضبه على الرئيس مرسى، ويرى أن خيرت الشاطر هو المسؤول عما نحن فيه، ويؤكد فى كل أزمة أن الجماعة لن تتراجع.
تبادلنا بمشاركة آخرين نقاشا عن أزمة النائب العام، والحكم ببطلان عزل عبدالمجيد محمود، بما يعنى بطلان تعيين المستشار طلعت عبدالله للمنصب، تمنى الحاضرون ألا يحدث طعن على الحكم، واختيار نائب عام جديد طبقا للدستور والقانون، قائلين إن القضاء أهدى فرصة لمرسى وعليه أن يستثمرها حتى تهدأ الأمور نسبيا.
لكن صديقى أكد أن «الجماعة» لن ترضى بذلك، وستمضى الشوط إلى آخره بالإبقاء على طلعت عبدالله، والسبب كما قال: «خضوع الإخوان وحزب الحرية والعدالة سيعنى انتصارا للمعارضة، سيعنى التسليم بأن هناك خطأ ارتكبته الجماعة والحزب، سيعنى ضعفا أمام المصريين، سيعنى تنفيذا لمطلب طرحته جبهة الإنقاذ، سيعنى مصداقية لها فى الشارع».
المفارقة أن «الصديق» ألقى توقعه، متمنيا ألا يحدث، وكان سلفى «طبيب» حاضرا، بدا عليه الإحباط، تراجع عن حماسه الشديد لمرسى، وقال: «إيه المشكلة فى أن النائب العام يتم تغييره، إيه المشكلة أن الحكومة تتغير؟».
أعود إلى صديقى «الإخوانى المتمرد» الذى طرح توقعاته طبقا لخبرته بجماعته، هو يعبر عن حالة لا أعرف مدى انتشارها فى عموم «الجماعة»، وينقلنا إلى ما هو أهم، ينقلنا إلى «العناد» حين يكون أسلوبا وحيدا لدى الحكام فى إدارة خلافاتها مع الآخرين.
اشتهر مبارك بعناده، وقيل نقلا عنه: «أنا دكتوراة فى العند»، ولهذا كان يغير وزراءه بعد «خراب مالطا»، وأدى هذا إلى تراكم الغضب حتى جاءت اللحظة التى لم ينفع معها العناد، لحظة ثورة 25 يناير.
ربما يكون العناد المستند إلى وعى أداة مقبولة حين يتعلق الأمر بكرامة وطن، حين يتعلق بمقاومة اغتصابه، لا أحد يرى عمر المختار عنيدا حين رفض كل الوسائل لإثنائه عن قيادته للمقاومة الليبية ضد الاستعمار الإيطالى، ولم يكن الزعيم الوطنى الكبير محمد فريد عنيدا حين ضحى بكل أملاكه من أجل الدفاع عن مصر ضد الاحتلال البريطانى.
هذه الأمثلة المحترمة فى عنادها الوطنى، لا يليق أن نقارنها بما يحدث الآن من عناد مرسى وجماعته، لكن كيف نتخيل «الجماعة» وهى تعاند فتضيع الفرصة تلو الأخرى؟ هل يمتلك حكم مرسى وجماعته، أى عقل فى التعامل مع قضية النائب العام بهذا العناد البائس؟
تدير الجماعة قضايا الوطن بعناد يقود إلى أنها لا ترى غير أجندتها الخاصة، لا ترى أن هناك شركاء فى الوطن، فى الديمقراطيات الصحيحة، يعترف المسئول بخطأه فيكسب احترام الآخرين.
فى قضية النائب العام ستمضى الجماعة ومرسى فى الشوط إلى آخره بالطعن على الحكم ببطلان عزل عبدالمجيد محمود، وقد تبطل «النقض» الحكم، لكن رحلة الوصول إلى ذلك ستؤدى إلى خسائر فادحة كلمة السر فيها هى العناد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة