ليس من مصلحة أحد إصدار أمر ضبط وإحضار للإعلامى باسم يوسف أو غيره من الإعلاميين المنتقدين لسياسات الحكومة والرئيس، وكأنهم مجرمون هاربون من العدالة.
ليس من مصلحة أحد السير وراء صيحات المتطرفين الذين يرون انتقاد المسؤول نوعاً من انتقاد المشروع الإسلامى، أو عدوانا على الإسلام نفسه، ومن ثم يطلبون تعليق المنتقدين من الإعلاميين أو السياسيين على أعواد المشانق.
ليس من مصلحة أحد جر المواطنين إلى انقسام حاد وتصدع فى المجتمع المصرى الذى عاش عهوداً طويلة يواجه الأزمات بوحدته ومصريته.
ليس من مصلحة أحد أن نصنع فرعوناً جديداً، يتسلط ويأمر وينهى بعيدا عن أى مرجعية، ووراءه هامان وبطانة الكهنة وجمعية المنتفعين، الذين يحولون بالضرورة المجتمع إلى مجموعات من العبيد أو المستعبدين، لا رأى أو إرادة لهم.
ليس من مصلحة أحد أن تنكسر راية الحرية عندنا، وأن يسود اللون الأصفر، لون الذبول والصحراء، أو اللون الأسود، لون الاستبداد والديكتاتورية، لأن هذين اللونين بالضرورة لا يؤديان إلا إلى صبغ البلاد بالأحمر، لون الدم المراق فى الثورة على الاستبداد، أو الدم المدفوع ضريبة للحرية، أو المهدر فى حرب أهلية مقيتة. ليس من مصلحة أحد أن تنكسر الأقلام وأن تسود الشاشات، وأن يعود الرقيب بوجهه القبيح وأفقه الضيق إلى الصحف والقنوات التيلفزيونية.
ليس من مصلحة أحد وضع النظام رأسه فى الرمال وتجاهل وسائل الإعلام التى يملكها كل مواطن، نعم كل مواطن أصبح الآن إعلامياً وكاتباً وناشراً ومصوراً صحفياً ومقدم برامج، عبر الموبايل ومنه إلى تويتر وفيس بوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى، ومنها إلى العالم الواسع.