كتبت منذ أيام قليلة تحت عنوان «المصريون ينامون من غير عشاء فى عهد مرسى» وقلت إن الأسعار تأكل كل شىء، الأخضر واليابس، وأن المواطن الفقير هو ضحية سياسات الرئيس المخلوع مبارك والحالى مرسى، وكلاهما قام بحرق الغلابة بنار الأسعار التى تحولت إلى غول التهم محدود الدخل، وبالرغم من أن المثل فى بلادى يقول «ماحدش بينام من غير عشا»، ومع الارتفاع الجنونى للأسعار الذى ضرب جميع السلع أصبحنا الآن نخشى أن ينام المواطن دون «عشا» فى عهد مرسى، فالجميع فشل فى مواجهة هذا العبث غير المفهوم وغير المبرر.
اليوم، وبعد مرور عدة أسابيع، أستطيع أن أضيف كارثة أخرى هى أن المواطن المصرى يعيش بلا أمان، وأن عمليات القتل والذبح والبلطجة أصبحت شبه يومية، خاصة بعد فشل المواطن الغلبان فى توفير قوت يومه، فلم يعد الجوع قاصرًا على أن ينام المصرى بدون عشاء فقط، بل لا يجد لقمة واحدة يستطيع أن تسد جوعه، وهو ما أدى إلى انتشار السرقه والقتل من أجل الحصول على لقمة عيش، والتى لم تعد موجودة فى أغلب البيوت المصرية، والنتيجة مزيد من القتل والذبح والسحل واستخدام كل أنواع الأسلحة الآلى والـ«آر. بى. جى» فى معارك بين الجيران والأهل وهو ما لم يكن موجودا قبل انتفاضة يناير ولو وجدت كان الأمن لها بالمرصاد، ولكن، وبعد نجاح الإخوان والسلفيين و6 إبريل فى هدم جهاز الشرطة بعد جمعة الغضب فى 28 يناير 2011، ثم أكملت جماعات البلاك بلوك والأناركية وحازمون على ما تبقى من شجاعة فى هذا الجهاز الذى، منذ غروب نجمه، تحولت مصر إلى وكر للبلطجة والقتل المنظم وذبح وجلد المواطنين وحرق المنازل، كل شىء انهار.
هذه هى الحال فى مصر، جوع، وذبح، وقتل، وبلطجة، وانهيار أخلاقى، ودعارة سياسية، ووصل الأمر إلى أن يقوم عدد من أهالى محافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس الإخوانى محمد مرسى برفع صور الرئيس السابق «محمد حسنى مبارك» مدونا عليها عبارات «آسفين يا ريس» وهو ما يعنى أن المواطنين وخاصة فى مسقط رأس مرسى أصبحوا يكرهون الإخوان ويفضلون عهد مبارك، واعتبروا أن الجماعة والعشيرة والأهل من السلفيين هم المستفيدون الوحيدون من انتفاضة يناير، أما المواطن الغلبان فليذهب هو ومشاكله إلى الجحيم، فهل نصحو على انقلاب جديد ضد الجماعة ومرسى والمرشد والشاطر؟