ربما لا يخالفنى أحد إذا قلت إن المناخ الشائك الذى تولى فيه الدكتور هشام قنديل رئاسة مجلس الوزراء لا يقارن بأى مناخ آخر، البلد يثور ويفور ويغلى من احتجاجات وتظاهرات فئوية تكاد تكون يومية.. وتصل إلى مليونيات تحول دون العمل الذى من شأنه استمرار مسيرة الدولة والعمل، وأنا لم أكن أعرف الرجل من قبل، بل كنت متحاملا عليه مثل أى مصرى فى هذا المجتمع، فالكل كان يريد حلولا سريعة وحسما للقضايا خوفا من المزيد من التمزق ومن استحالة الوصول لمرحلة لم الشمل، كل هذا جعل هناك حالة من عدم الرضا عن الحكومة وعن أدائها وعن فتور القرارات وتراجعها فى كثير من الأحيان بما يعنى الاقتراب من الفشل.. فقد ورث رئيس الحكومة تركة ثقيلة وكوارث كثيرة لم يتم حلها منذ عشرات السنين، فالمؤسف أن كثيرا من القضايا معلقة ولا تزال منذ عقود، وتحتاج إلى حسم وحزم، وحينما استمعت إلى الدكتور هشام قنديل اتضحت لى مجموعة من المفاهيم كانت غامضة، ولم أكن أعرف خفاياها، الرجل شديد الدماثة والذوق، ولا يعرف لغة الكذب، وقلت له: أنا أشفق عليك وعلى حكومتك، لأن الظروف الحالية لا توحى بأى حلول حاسمة، ومهما وجدت هذه الحلول فإن المطالب الجماهيرية المستمرة أكبر من أى حلول، أنا أتكلم فى وقت يكون فيه رئيس الوزراء متحمسا يحاول ويتحرك لتوفير كل المتطلبات اليومية حتى تنتهى الأزمات، وأنا لا أجامل الرجل ولكنه ليس السوبرمان الذى يمكنه أن يعمل فى أى مناخ وفى أى ظروف.. وهو لا يؤمن بأسلوب المسكنات، ويرى أنها لا ولم تعد تصلح فى ظل تفاقم الأزمات الحالية، برغم أنه من الممكن أن يلجأ إلى المسكنات، وهذا أسلوب يسعد الناس، ولكنه لا يريد أن يزيد الأعباء فوق ما هى عليه.. فهناك مشاكل حقيقية ما بين ارتفاع الأسعار ونقص السولار وأزمة رغيف الخبز الشبه يومية.. وفى انتظار كارثة انقطاع الكهرباء فى الصيف القادم، والتى لا نعرف مداها حتى الآن..! وإلى جانب ذلك تتعاظم صيحات بعض أقلام وأفواه المعارضة وكثير منها يعارض من أجل المعارضة وكأنها لا تعيش بيننا فى هذا الوطن الواحد.. أهواء كثيرة تتحكم فى المشهد السياسى والمصير الوطنى، فالإخوان المسلمون لهم حساباتهم والمعارضة الوطنية لها حسابات أخرى وبعض المعارضين من أجل المعارضة لهم مطامع أخرى.. فمتى نجلس جميعاً سوياً لنلم ثياب الوطن المتناثرة والمرمية هنا وهناك خوفاً من أن يطالها الحريق.. ونحن فى هذا الوقت العصيب، كيف يمكن للمسؤول أن يعمل بكامل عقله وقلبه وحكمته.. نريد ألا تحترق مصر ونريد ألا تغرق مصر أكثر مما هى عليه.. الأوضاع غير مستقرة ومفاهيم الناس لا تزال كما هى.... نحن نحتاج إلى صيغة جديدة لحياتنا نحتاج إلى العمل الجاد قبل أن نبكى على هذا الصراخ فى الهواء والذى لا يصب إلا فى خانة الأعداء.. لن ينصلح الحال إلا إذا جلسنا جميعاً على مائدة الحوار لإعادة رسم وطن للأجيال الجديدة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد موسى
مقاله للتاريخ
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
صدقت يافودة
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر
يجب ان نعمل جميعا
عدد الردود 0
بواسطة:
داليا
عايزين البلد تتحرك
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف
معاك يافودة
انا معاك يافودة يجب ان نجلس كلنا على مائدة الحوار
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام
تهيئة مناخ جيد
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد
اللة معك يادكتور هشام
عدد الردود 0
بواسطة:
منى
ربنا يوفقك
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير دبور
مين يقعد مع مين ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب
مقال رائع