سعيد الشحات

الاستعباط السياسى من عاكف إلى العريان

الخميس، 11 أبريل 2013 09:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين تقرأ حوارا لـ«مهدى عاكف» أو رأيا لـ«عصام العريان» أو تبريرا من صبحى صالح لقانون فى مجلس الشورى، تأكد أننا أمام حالة «استعباط سياسى»، الذى يعنى أن تقول أى شىء فى أى شىء، لكنك لا تقول الحقيقة، أن تقول ما هو ضد المنطق والحقيقة وتصر على أن الآخرين لابد أن يسلموا بها، أن تقول عن معارضيك ما ليس فيهم بشائعات كاذبة، أن تنسج عن الآخرين قصصا من الخيال، أن تنسى أن التاريخ له ذاكرة ستكشف حقيقة ادعاءاتك.

خذ مثلا ما ذكره مهدى عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان، فى حواره للزميلة «الوطن» يوم الأحد الماضى، وإليك عينة منها: «الإخوان فوق الجميع وإنهم يريدون إصلاح العالم لا مصر وحدها» و«مرشد الجماعة أكبر من منصب الرئيس» و«من يشتم الإخوان فسأربطه فى شجرة وأجره مقيدا بالحبال للشرطة».

يكفى هذه العينة مما قاله عاكف، لتعرف صحة ما يقوله الناس بأن الرئيس ضعيف ولا حول له ولا قوة، وأن الأوامر له تأتى من مكتب الإرشاد، فالرئيس الذى تربى فى الجماعة وصعد فيها إلى صفوة قيادتها يؤمن ما يؤمن به مرشده السابق «عاكف» فى أن «الإخوان يريدون إصلاح العالم لا مصر وحدها» و«مرشد الجماعة أكبر من منصب الرئيس».

هى دعوة لأن يتوجه الناس فى غضبهم إلى «المرشد» وليس «الرئيس»، ودعوة لكل الرافضين لنهج الرئيس أن يتوجهوا إلى مكتب الإرشاد فى المقطم، وليس قصر الاتحادية حيث يقيم الرئيس، هى تأكيد لـ«الاستعباط السياسى» حين تتحدث «الجماعة» عن أن الرئيس ابتعد عنها لضرورات المنصب، وحين يتحدث الرئيس عن أنه يتخذ قراراته بعيدا عنها.

قمة «الاستعباط السياسى» أن يربط «الإخوانى» من يشتم الجماعة على شجرة، وتحرم هذا الفعل على الآخرين الذين يتم شتمهم من الإخوان، وفى الحالتين يبدو أننا أمام تفسير لسر دعوات الجماعة حول حملات التشجير.

من مهدى عاكف إلى الدكتور عصام العريان الذى يحتل قمة الاستعباط السياسى كلما تحدث مدافعا عن جماعته، وكلما واصل تلطيش الآخرين باتهامات ليس لها سند من الحقيقة، تذكر حديثه عن دعوة يهود مصر الذين هاجروا منها للعودة، تذكر هجومه المتواصل على جمال عبد الناصر فى محاولة يائسة لخربشة الحنين الشعبى إليه بعد فشل حكم جماعته.

تذكر كل ذلك عن عصام العريان، وأنت تقرأ مطالبته بمحاكمة الدكتور محمد البرادعى لأنه «المسؤول» عن الحرب ضد العراق وقت أن كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقارنها بما قاله سابقا عنه، ستتأكد من «الاستعباط السياسى» لدى الدكتور عصام.. وإليك ما قاله سابقا عن الدكتور البرادعى:

- الدكتور البرادعى هو الذى أوقف قطار التوريث، وألقى حجرا فى مياه النخبة المصرية الراكدة التى كانت قد فقدت الأمل فى إحداث إصلاح حقيقى، فجاء هو ليحيى الأمل.
- يتمتع الدكتور محمد البرادعى بحس وطنى، وإن الناس أجمعت على أنه عاد لوطنه لدفع عجلة التغيير.

- الدكتور محمد البرادعى يرتدى قناع المخلص والمنقذ الذى يريد أن يخرج البلاد من أزمتها.
- غبت عن زيارات البرادعى قسرا، وعليك يا دكتور أن تلحق بالنفى قبل أن تكون معى فى السجن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة