العبادة هى صفاء الروح والرياضة، هى تهذيب الجسد، والمواطن الصالح من يسمو بروحه ويطهر بدنه من الخطايا والضرر.
اعتلاء القمة له مقوماته، وهناك محددات ليس أهمها الموهبة والتميز الفطرى، إنما العزيمة والإصرار والإرادة التى لا تلين، فهى النبراس والطريق للوصول، وتبقى دائما الثقة بالله والبعد عن الغرور والالتزام بالقيم هى عناصر الاستمرار فى الصدارة.
أثناء ويمبلدون 1996 حيث كنت أقوم بتغطية فعاليتها للقناة الثانية بالتليفزيون المصرى تصادف أن جمعتنا كابينة تعليق مع التليفزيون الهولندى بالملعب الرئيسى الشهير بجنوب غرب لندن، وحيث إن تلك السنة 1996 كانت فأل خير على هولندا، حيث استطاع ريتشارد كرايتشيك أن يفوز لأول مرة لبلاده بهذه البطولة التى تعد أعرق بطولات جراند سلام التنس على الإطلاق، وبحكم الزمالة المهنية مع المعلق الهولندى وعلى مدار أعرق بطولات التنس العالمية على الإطلاق تجاذبنا وتبادلنا أطراف الحديث الذى شمل العديد من الموضوعات، أهمها بالتأكيد رياضة التنس. وقد فاجأنى بسؤال لم أكن مستعدا لإجابته مباشرة فقد أراد أن يعرف عدد ممارسى ولاعبى التنس بمصر، ولكى أوفر بعض الوقت لعمل الحسبة والرد وجهت له ذات التساؤل، أجابنى على الفور بأن لعبة التنس هى ليست الرياضة الأولى للهولنديين، فكرة القدم تحتل هذه المكانة بلا منازع، أما عن إجمالى اللاعبين والممارسين فلديهم حوالى مليون منهم، وعلى الفور طلبت منه إجمالى التعداد السكانى بهولندا، فأوضح لى أنهم خمسة عشر مليوناً!! بعد أن أخبرته أن كرة القدم ببلادنا تحتل وحدها المراكز الخمس الأولى، وقد يكون أكثر من ذلك ثم احترت فى إجابتى، فتعدادنا آنذاك كان قرابة السبعين مليونا وبجهد جهيد وتركيز شديد توصلت إلى أن الممارسين واللاعبين بمصر حوالى ثلاثين ألفا!!! وجدير بالذكر أن مصر الغالية قد سبقت هولندا فى الإنجاز الكبير بـ42 عاماً وتحديداً عام 1954 حين فاز ياروسلاف دروبنى بلقب ويمبلدون بجنسيته المصرية التى منحته إياها قيادة الثورة المصرية بعد رفض مشاركة تشيكوسلوفاكيا فى البطولة لأسباب سياسية، الظريف فى الأمر أن دروبنى كان قد وصل لنهائيات ويمبلدون عدة مرات، لكنه لم يحقق اللقب إلا بهويته المصرية.
وبالتأكيد كلنا أمل ورجاء أن يكون لمصر بطلات وأبطال يشرفوننا فى أكبر المنافسات العالمية للتنس، وبالفعل هناك بارقة تطل علينا ستكون موضوع لقائنا التالى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad abdelaziz
اهلا يا كابتن