فى الأسبوع الماضى عقد «التيار الشعبى» الذى أسسه مرشح الرئاسة السابق والقيادى والمناضل الناصرى البارز حمدين صباحى مؤتمرا نوعيا تحت شعار «إنقاذ الاقتصاد المصرى» والذى شرفه بالحضور الأستاذ محمد حسنين هيكل وعدد كبير من رموز الحركة الوطنية والخبراء المتخصصين لمناقشة وضع الاقتصاد المصرى فى المرحلة الحالية وتقديم الحلول لها مرحليا واستراتيجيا.
المؤتمر جاء كرسالة واضحة بأن مصر لديها من الكفاءات والخبرات والكوادر المتخصصة القادرة على النهوض بتصورات وحلول حقيقية وجادة تحتاج فقط إلى إرادة سياسية ورغبة فى تطبيق تلك الحلول على أرض الواقع، وأن «التيار الشعبى» ومؤسسه والمتنتمين له يمثلون معارضة حقيقية واعية والبديل الموضوعى للنظام العاجز الذى أثبت فشله فى إدارة شؤون البلاد، وأن هذا التيار انحيازه الوطنى الأول والأخير لمصلحة الشعب وعزته وكرامته لتحقيق آماله وأحلامه فى الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى بعيدا عن سياسات الاقتراض والتسول وفرض الضرائب الذى لن يتحمل أعباءها سوى الغالبية من الفقراء.
انعقاد المؤتمر الاقتصادى الأول للتيار الشعبى الذى بالتأكيد سيتبعه مؤتمرات أخرى جاء ردا على الادعاءات الكاذبة والهجوم الفارغ والأجوف من الإخوان ومن يتبعونهم من تيار الإسلام السياسى بأن المعارضة لا تقدم حلولا وليس لديها سوى الهجوم على الجماعة وعلى الرئيس لإفشاله، وكأن الجماعة ورئيسها قدموا حلولا وبرنامجا ورؤية واضحة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حتى يشن المعارضة هجوما عليهم، فالعكس هو الصحيح، فالشهور التسعة الماضية لم تحمل سوى الارتباك والعجز والفشل على كل الأصعدة وتسببت قرارات الرئيس واستكبار واستعلاء جماعته فى تعقيد المشهد السياسى وتردى الأوضاع الاقتصادية، وبحثت عن أشباح تطاردها وتعلق أخطاءها وخطاياها عليها!
عموما مؤتمر التيار الشعبى خرج بتوصيات وتصورات وحلول عملية وفق رؤية وطنية للخروج بالاقتصاد المصرى من حالته المتدهورة الحالية والبدء فى عملية إصلاح ونهضة حقيقية بعيدا عن سياسات «مد الأيد والتسول» واستجداء الدول «الشقيقة والصديقة» وبعيدا أيضا عن تمرير قوانين جديدة لفرض الضرائب والسير على خطى النظام السابق، والدور الآن على الرئيس والحكومة للاستعانة لتلك التوصيات والحلول ودراسة تطبيقها.. إذا كان لديهم انحياز وطنى حقيقى للشعب وإذا كانت لديهم رغبة وإرادة فى «النهضة»..!