كنت أظن أننى لن أرى هذا المشهد التقليدى الذى كنا نراه طيلة حكم الرئيس المخلوع مبارك وهو المشهد الذى يظهر فيه أحد القساوسة وشيخ أزهرى ومسؤول حكومى وأمنى أمام كاميرات التلفاز والفضائيات فيما يعرف باسم «مؤتمر الصلح بين الأقباط والمسلمين».
وكنت أظن أن تختفى مشاهد القبلات والأحضان وكلمات النفاق الاجتماعى التى لا تعكس الصورة الحقيقية فى نفوس الأقباط بسبب فتنة الخصوص وتوابعها التى تمثلت ضرب الكاتدرائية بالعباسية بالمولوتوف لأول مرة فى تاريخها، وكادت أن تتحول الفتنة إلى حرب شوارع بين المسلمين والأقباط لولا ستر الله الذى أنقذنا من هذا البلاء.
وكنت اظن أن ما حدث مؤخرا فى فتنة الخصوص ربما يلهم مرسى ونظامه طرقا جديدة للقضاء على هذه الفتن الطائفية حتى تختفى المشاهد المزيفة التى تجمع «الشيخ والقس والمسؤول» فيما يعرف بالجلسات العرفية لحل مثل هذه الكوارث، الخطيرة التى لا يمكن حلها إلا بتطبيق القانون الغائب دائما، لكن خاب ظنى لأننى اكتشفت أن نظام مرسى الإخوانى لا يختلف كثيرا عن نظام مبارك المخلوع فى اللجوء لنفس الطرق التقليدية لحل كوارث الفتن الطائفية، خاصة فى ظل غياب دولة القانون، بل غياب الدولة نفسها وخضوعها لحكم البلطجة والقبلية والمذهبية والطائفية والعصبية، فالدولة مغيبة منذ وصول الدكتور محمد مرسى لحكم البلاد، والسبب هو تفرغه الكامل لتنفيذ مخطط أخونة البلاد والعباد.
إن ما حدث فى الخصوص والكاتدرائية المرقسية بالعباسية لا يمكن وصفه بأنه محاولة لإجهاض انتفاضة يناير أو عودة الفلول كما يروج أبواق النظام الإخوانى الحاكم لتبرير فشل الرئيس مرسى وحكومته فى إدارة البلاد، حيث استنسخ مرسى كل وسائل نظام مبارك المخلوع لحل فتنة الخصوص التى لا تخرج عن جلسات عرفية أمام عدسات التلفاز ووسائل الإعلام يتخللها عدة قبلات وأحضان بين الشيخ والقسيس ثم كلمات رنانة لا تغنى ولا تثمن من جوع حول ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، ثم ينصرف الجميع دون أن يتم استئصال الاحتقان الطائفى من جذوره من خلال تطبيق القانون على كل من يحاول حرق الوطن بكارت الفتنة الطائفية التى لو اشتعلت فى ظل هذا الاحتقان لحرق الأخضر واليابس، اللهم احفظ مصر وجيشها من مؤامرات الإخوان لسرقة الوطن.. وللحديث بقية.
عبد الفتاح عبد المنعم
الفتنة الطائفية فى مصر.. الدين لله وحرق الوطن للجميع
السبت، 13 أبريل 2013 09:46 ص