خالد الشريف

العابثون بالطائفية

الأحد، 14 أبريل 2013 05:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جريمة الخصوص وما جرى أمام الكنيسة الكاتدرائية يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك من يريد إشعال مصر بالفتنة الطائفية؛ لإحداث فوضى فى البلاد بعدما فشلت كل الفعاليات التى دبَّرها أعداء الثورة لإدخال البلاد فى موجة عنف بهدف إسقاط الدولة، ولذلك طالبنا بعد وقوع هذه الأحداث المؤسفة مباشرة بالتحقيق الفورى فى الأحداث والاشتباكات التى تحولت إلى صدام بين المسلمين والأقباط، وأسفرت عن وقوع قتلى ومصابين؛ وذلك لمعرفة الحقائق، والتأكد من عدم وجود عمل مدبر للوقيعة بين المسلمين والأقباط. فتطبيق القانون هو صمام الأمان لمنع تلك الحوادث، والضرب بيد من حديد ضد من يعبث بوحدة المصريين وأمنهم، خاصة أننا أمام قوى معارضة تحولت إلى «مفسد سياسى» تسعى لتخريب المشهد السياسى، بل تحاول القفز على الشرعية، والتغيير عن طريق العنف، كما أنها لا تريد أن تفهم أنها تلعب بالنار حينما تستخدم ورقة الطائفية، وتحول الصراع السياسى إلى حرب أهلية. نكاد نَجزِم أن ما جرى فى الأيام الفائتة ليس فتنة طائفية، بل هى فتنة سياسية من أجل اختصار طريق الفوضى لإسقاط مرسى وإفساد التجربة الديمقراطية.
مشهد العنف أمام الكاتدرائية بالعباسية يبدو غريبًا ومثيرًا للدهشة، ومنبع الدهشة هو كيف يتولد العنف من رحم الثورة المصرية السلمية، التى بهرت العالم بتلاحمها الوطنى، مسلمين وأقباط، ورغم ما هو معروف عن المصريين وطبيعتهم المتسامحة المتعايشة على مر العصور والأزمان، وتعايشهم على أرض مصر بمختلف الأفكار والأجناس، ولا تستطيع حتى الآن أن تميز فى الشارع المصرى بين مسلم ومسيحى؛ لكننى أعتقد اعتقادا جازمًا أن الفتنة مفتعلة، وهناك جيوب متعصبة فى كلا الطرفين تحاول إشعال النار، وإن كان التطرف المسيحى هذه المرة هو الأبرز فى المشهد، يجب ألا نضع رؤوسنا فى الرمال، وعلينا أن نبحث وندرس مولدات العنف فى المشهد المصرى ونعالجها بكل أمانة؛ حتى لا تطل الفتنة برأسها من جديد، فتأكل الأخضر واليابس.
وأول ما يجب على قادة الرأى والفكر وعقلاء الأمة هو التصدى لكل من يريد اللعب بورقة الطائفية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة