البحث عن المغانم وقطف الثمار سريعاً، والجشع والنهم السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، فى ظل عدم وجود كوادر قادرة على تحقيق ذلك، لغياب الرؤى المعرفية، واندثار التخطيط الجيد، وضعها بين مطرقة التخبط والارتباك، وسندان خسارة تواجدها وشعبيتها فى الشارع.
ومن بين المغانم الكبرى التى تسعى الجماعة للحصول عليها، تحويل مقر الإرشاد العام للجماعة بالمقطم، إلى قبلة ومنارة يحج إليها المسلمون، وتقود تنفيذ المشروع الإسلامى الضخم للجماعة نحو قيادة العالم، لذلك وضع قيادات الجماعة نصب أعينهم القضاء على كل الصعوبات والمعوقات التى يمكن أن تقف كحجر عثرة فى طريق تحقيق هذا الحلم الكبير، ومن أبرز هذه المعوقات «الأزهر الشريف».
لم يكن مخطط الإخوان للإطاحة بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر منذ فترة طويلة، وتبلور بشكل فاعل فى أحداث تسمم طلاب المدينة الجامعية للأزهر، ليس الهدف منه أخونة الأزهر بقدر قتل ووأد دوره التاريخى، وشعبيته الكبيرة، ودفنهما تحت ثرى النسيان، ليلعب الدور بديلا عنه مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، ويحصل على قيادة الدفة فى العالم، ومن ثم اشتروا قصراً جديداً فى المقطم، يطلق عليه «القصر الأبيض» على غرار البيت الأبيض رمز الحكم فى أمريكا أكبر قوة على وجه الأرض.
القصر الأبيض اشترته جماعة الإخوان بمبلغ 17 مليون جنيه، من زعيم حركة كفاية الأسبق ورجل الأعمال هانى عنان، ومساحته 3 آلاف متر، بمنطقة المقطم، وبعيداً عن السؤال التقليدى الذى سيقفز فى ذهنك عن من أين لجماعة الإخوان بكل هذه المبالغ، فإن خطة الإخوان لضرب الأزهر لصالح مشروعها الكبير وهو قيادة العالم، تتضمن 15 هدفاً من بينها كيف تتسع شعبيتها فى الشارع الإسلامى بمختلف الدول الأفريقية وجنوب شرق آسيا كمرحلة أولى، على أن التبشير بالفكر الإسلامى الإخوانى مرتكزا على الوسطية وعدم المغالاة، ومحاربة الوسائل التقليدية ومنها الصوفية التى تلقى دعما مغلفا من الأزهر، هدف ثان، بجانب التسويق السياسى داخل مصر وخارجها، ثم قدمت الجماعة خطتها لعدد من شركات التسويق السياسى العالمية، وتنتظر الآن موافقة أى منها لتوقيع العقد وبدء التنفيذ.
سيناريو محاربة الأزهر بدأ الترتيب له منذ فترة طويلة، لإطفاء شعلته التنويرية، وتقزيم دوره الإقليمى والدولى، لصالح مكتب الإرشاد، ليحتل نفس الدور، لتنفذ مشروع الجماعة الكبير فى قيادة العالم، ومن ثم فإن لقاءات الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان بالوفود الدبلوماسية والسياسية الأجنبية، والسفراء، والرموز الدينية، ما هو إلا خطوة فى طريق سحب البساط من تحت أقدام الأزهر وتدشين القوة الجديد الفاعلة التى ستقود العالم الإسلامى، ومن بعده العالم.
سخط الإخوان من الأزهر انتقل للكنيسة، فقد كشفت أحداث الكاتدرائية الأخيرة الناجمة عن أحداث الخصوص أن الكنيسة المصرية لها نفوذ دولى كبير، وتتمتع بقوة هائلة، وهو الأمر الذى أغضب الإخوان، فهم لا يريدون منبرا أعلى صوتا من منبر مكتب الإرشاد، كما أن عقيدة الجماعة قائمة على التفرد والانفراد، وتكره المشاركة، فالمغالبة عندها إيمان وقانون راسخ لا يتزحزح، وعلى الجميع السمع والطاعة.
ورغم أن الإخوان وكما قال عنهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يرسمون مشروعات على الورق.. ولا يستطيعون تنفيذها على الأرض، لذلك يبحثون عن أشباح لتعليق فشلهم عليها، ويتهمون أشخاصا ومسؤولين بمساعدة هذه الأشباح بهدف إظهارهم بالفشل أمام الرأى العام، ويكرسون جهودهم لمحاربة هذه الأشباح المدعمة بشياطين الإنس للانتقام منها وتصفية الحسابات، مثل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
دندراوى الهوارى
خطة الإخوان للقضاء على الأزهر والكنيسة فى «البيت الأبيض»
الأحد، 14 أبريل 2013 09:49 ص