ملخص الوضع المصرى يمكنك أن تفهمه وتدركه إذا قررت أن تتابع بهدوء وبنفس منزهة عن الهوى والقبلية المعركة التى دارت بين الصحفى القطرى وجموع فضائيات ومقدمى برامج مصر وقيادات أحزابها وشباب «فيسبوكها وتويترها».. تخيلها هكذا!!..
صحفى قطرى واحد فى يده 7 تغريدات على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، فى مواجهة عشرات المذيعين والناشطين والصحفيين أمامهم كاميرات وبين أيديهم ميكرفونات وأقلام.. والخلاصة لا شىء!!
القطرى يتكلم بالمنطق ويهاجم بالعقل ويضرب فى المناطق الموجعة، والمذيعون والنشطاء المصريون دون تفكير، أو برغبة فى المزايدة وتصنع البطولة يردون بالسخرية والنكت والاستهزاء، وبكثير من العنصرية والغطرسة التى لا سند ولا محل لها من الإعراب وكأنهم لا يرون واقع مصر وحالها، وكأنهم كأهل تل أبيب يؤمنون بأن الله اختارهم واصطفاهم ولم يخلق على أرضه سوى مصر وأهل مصر..
أنا لا أدافع عن الصحفى القطرى ولا قطر ولا تعنينى الدوحة وحكامها فى شىء، وهذه السطور ليست محل مناقشة كوارثهم السياسية وأطماعهم الإقليمية – المشروعة سياسياً بالمناسبة-، أنا هنا أحدثك عن دلالات المعركة التى خاضها جيش إعلامى وسياسى مصرى ضد صحفى قطرى وحيد، المعركة التى تكشف أن أهل الكذب والمزايدة فى الإعلام أكثر من «الهم» على القلب، وتؤكد لك أن نصف رجال السياسة فى مصر يسعون نحو البطولات المزيفة والمعارك الوهمية حتى لو كان ذلك على حساب الحق والمنطق والعقل..
قبل أن تقرر المشاركة فى معركة- أى معركة- العقل يفرض عليك أن تذاكر جيداً، أن تعرف ماذا قال الخصم حتى تفلح فى الرد عليه، ولكن ماحدث أن السادة المذيعين والمذيعات الذين تكفلوا بالرد على الصحفى القطرى أحمد على، لم يقرأوا كلمة واحدة مما كتب، لأنهم لو كانوا قرأوا لأدركوا أن الرجل ما ذكر سوى الحق.. والحق فقط، وبدلا من أن نجلس لندرس كيف وصلنا إلى تلك الحالة التى ينجح أحدهم فى معايرتنا بأننا لا نصنع سوى «أقراص الطعمية»، انطلقنا بجهل وغرور ورغبة فى المزايدة نحاول إقناع أنفسنا والعالم بأن قرص الطعمية أهم من العلم والتكنولوجيا واستضافة قطر لكأس العالم..
بالله عليك سأدعوك لأن تقرأ بعقل ناضج وقلب خالص النية ما كتبه الصحفى القطرى لتدرك أن الرجل لم يخطئ، وهل القول بأن أحذية أمريكا فوق رأس مصر لأننا نعتمد على
مساعداتها المالية المشروطة خطأ أو غير صحيح؟، هل القول بأننا نتحدث عن الصناعة كثيراً ومع ذلك نستورد كل شىء حتى فانوس رمضان خطأ أو فيه تزييف للحقائق؟ هل القول بأننا نعيش فى عقدة الماضى بينما العالم المعاصر يخطط للمستقبل خطأ؟
للأسف لم يخطئ أحمد على، لم يقل معلومة واحدة خاطئة، بل على العكس تماماً كان الرجل صادقاً وهو يشيد بتاريخ مصر وينصحنا بألا نجلس للتباكى عليه، ونكف عن النظر إلى الوراء والتطلع إلى المستقبل لأن التاريخ وحده لا يكفى أن يدفع الكسالى والجهلة إلى الأمام.
للأسف لم يخطئ الصحفى القطرى الذى أراد السادة مقدمى برامج الفضائيات مصادرة حقه فى الغيرة على دولته – مهما كانت صغيرة وحديثة العهد بالدنيا- بينما منحوا أنفسهم كل الحقوق للدفاع عن دولتهم بالباطل وبغير عقل.
للأسف لم يخطئ الصحفى القطرى، والدليل موجود فى قلب المعركة ذاتها.. الدليل موجود فى جميع الردود التى استخدمها السياسيون والإعلاميون فى الرد على قطر وصحفيها الوحيد الذى تطوع بالرد على أوبريت باسم يوسف، الدليل واضح فى اللجوء الاضطرارى إلى ماضى مصر وتاريخها فى محاولة للرد على الصحفى القطرى، لم يرد مذيع أو سياسى واحد على الصحفى القطرى بمجد أو إنجاز صنعناه فى الحاضر بل استخدموا المصطلحات القديمة الخاصة بأن مصر صنعت كذا وكذا للعرب دون أن يفهم أحد فيهم أن ما صنعه الكبار حينما يتحول إلى وسيلة معايرة فإنه يجعل من الكبار صغاراً إلى أقصى حد..
للأسف اضطر الجميع إلى استدعاء التاريخ كالعادة للتأكيد على عظمة مصر دون أن يدركوا أن التاريخ أصابه الملل والتعب من كثرة الاستدعاء من أجل إخفاء فشلنا وعجزنا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud alniny
كلام صحيح
عدد الردود 0
بواسطة:
أحلام حمزة
وهل هناك إعلامي واحد يقرأ
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد كريم
إعلامنا مسير وليس مخير
عدد الردود 0
بواسطة:
naser
مقال جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
الهام مصطفى
من يطرق الباب يسمع الجواب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود محمد
كنا وفعلنا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الحل فى هؤلاء : أحمد زويل - مجدى يعقوب - محمد غنيم - فاروق الباز وغيرهم الاف
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن حافظ
لم تفهم شيئا !!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السعيد
الإعلام يريد تشويه صورة قطر
عدد الردود 0
بواسطة:
أسامة حجاج
الكاتب القطري غيور على بلده