سامح جويدة

الشعور بالحرج

الثلاثاء، 16 أبريل 2013 09:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أصدق أذنىّ حينما أعلن المستشار مصطفى عبدالله عن تحويله لقضية مبارك إلى محكمة استئناف القاهرة لأنه يستشعر الحرج، فهل مازال فينا من يشعر بالحرج؟فنحن شعب من ذوات الجلد السميك، فكل الكوارث التى أحاطت بالبلاد فى الشهور الأخيرة لم تشعر الرئيس المنتخب بأى حرج، وكل ما قيل وأثير عن هيمنة الإخوان وجشعهم فى السيطرة على مفاصل الدولة لم تدعهم لأى حرج، وكل مناشدات القضاء والحقوقيين للسيد النائب العام بالتنحى عن منصبه لم تدفعه للحرج، وكل ما فعله الشيخ حازم أبوإسماعيل ورجاله «الحازمون» من تعد على الشرطة أو الإعلاميين لم يدعهم للحرج، حتى المعارضين والليبراليين الذين مازالوا يتصارعون على المناصب الوهمية أوالتصريحات الإعلامية لم يشعروا بالحرج. كنت أظن أن تلك الأحاسيس قد فرت من عندنا أو استشهدت فى الثورة، لذلك كنت سعيدا من أن يشعر رجل قانون بالحرج، فالقانون لا يحمى المغفلين، ونحن شعب مضحوك عليه من آلاف السنين، لذلك خرج علينا مبارك بابتسامته الصفراء وشعره المصبوغ، ليشمت فينا ويجرسنا بما فعله خلفاؤه من الإخوان المسلمين.. لذلك ليس من حقك أن تسأل القاضى ما الذى سبب له الحرج، ولا أن تسأل مبارك لماذا هلل وجهه بمعالم الفرح، ولا أن تسأل الإخوان لماذا نعيش فى حالة هرج ومرج وعرج.. واسأل نفسك، كيف نعيش طوال العمر مضحوكا علينا، فحتى دم الشهداء تاه وسط الرؤساء فلا فرق بين مبارك وطنطاوى ومرسى، ولا بين مذبحة الجمل ومحمد محمود والاتحادية كلهم شباب بلا ثمن ودماء لا تدعو حتى للحرج.. وضحكوا علينا بالأيادى الخفية واستأجروا أطفال الشوارع والعربجية ليحطموا ويكسروا ويحرقوا ويمثلوا دور «الثورجية».. وصدقناهم حتى لا تتعذب ضمائرنا، وحتى نمنع عن أنفسنا الحرج.. واختزلنا الغضب فى أنها مؤامرة خارجية أمريكية إيرانية يهودية إخوانية بدأ الرئيس يهدد الأصابع وأخذ الناس يبحثون «بتلعب فين وبتاعة مين» وبدأ الكل يشك فى أصابع الكل، وانقسم الناس فى البلاد وامتلأت الساحة بالفساد، وأصبح لكل نوع منها أصحاب وأتباع ورواد.. وصدقنا المتاجرين باسم الدين وباسم الوطن وباسم الحرية، لنكتشف فى النهاية أن الجميع حرامية، لذلك إننا على ثقة من أن هذه البلاد لن ينصلح حالها إلا حينما نشعر جميعا بالحرج.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة