فى الوقت الذى يتعرض فيه الإعلام لهجمة شرسة من نظام الحكم الإخوانى فى مصر ويلاحق فيه الإعلاميون بالمطاردات والملاحقات القضائية، دعا وزير الإعلام الإخوانى المتولى صلاح عبدالمقصود إلى مؤتمر مثير للغرابة والدهشة لبحث تطوير الإعلام ووضع ميثاق شرف مهنى.
تزامُن المؤتمر مع حملة النظام ضد الإعلام ومحاولات التضييق على حرية الرأى والتعبير باستخدام سلاح البلاغات والدعاوى القضائية و«الضبط والإحضار»، يثير التساؤلات حول توقيت الدعوة للمؤتمر، ويضع علامات استفهام حول حضور بعض الشخصيات التى كان لها الدور البارز فى محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى، وتهديد ووعيد الإعلاميين وتوجيه أقذع أنواع السباب والشتائم لهم.
فبأى صفة حضر حازم صلاح أبوإسماعيل المؤتمر، هل حضر بصفته بطل حصار مدينة الإنتاج الإعلامى أم بأى صفة؟ وما سر حضور عاصم عبدالماجد الذى لا يتوقف عن تصريحاته الهجومية على الإعلام وتحريضه الدائم عليه. ولا أدرى ما هو موقف الزملاء والأصدقاء الصحفيين الذين شاركوا فى المؤتمر من حضور هذه الشخصيات لمؤتمر من المفترض أنه يبحث فى الأزمة الحالية بين الإعلام والنظام الجديد والخروج منها بميثاق شرف بعيداً عن لغة التهديد والوعيد.
واقع الأمر أن المؤتمر كان بمثابة خلطة سحرية عجيبة لا يمكن أن تؤدى إلى الهدف الذى عقد من أجله – مع احترامى للأصدقاء الإعلاميين الذين شاركوا فيه- فلا يمكن بهذه الصورة وفى الوضع الحالى الذى يعيش فيه الإعلام فى حالة التهديد والوعيد بسيف القضاء ويتعرض فيه أبناء المهنة إلى الضبط والإحضار والبلاغات والدعاوى القضائية أن يعقد مؤتمر يناقش التطوير ويبحث فى ميثاق شرف قبل نزع فتيل الأزمة. فالداعى للمؤتمر هو المتسبب فيها، ولا أقصد هنا شخص صلاح عبدالمقصود وإنما بصفته وزيرا للإعلام فى حكومة لا ترغب فى حرية إعلام وبصفته أيضا ينتمى لجماعة ومؤسسة رئاسة تلاحق برنامجا ويضيق صدرها بمذيع وإعلامى ولا تؤمن بالحريات.
الدعوة لعقد المؤتمر فى هذا التوقيت تثير الريبة والشك فى النوايا والهدف وراء الإصرار على عقده بحضور شخصيات معروفة بمواقفها المعادية للإعلام.