د. رضا عبد السلام

رسالة إلى السيد شفيق وباقى رموز الحزب المنحل!!

السبت، 20 أبريل 2013 09:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستطيع أى مصرى أن يدرك الظهور الملفت لوجوه لفظها الشارع المصرى وأسدل عليها الستار بعد ثورة 25 يناير، وأقصد هنا رموز نظام مبارك، الذين أفسدوا البلاد وأمرضوا وجوعوا العباد، وجعلوا مصر وشعبها أضحوكة للحاضر والباد.

نعم.. وفر فشل حكومة الإخوان المسلمين فى إدارة البلاد المسوغ لعودة وجوه كثيرة، كما لعبت الآلة الإعلامية الفاسدة دورها بتكثيف ظهور زمارين وطبالين نظام مبارك، حتى باتت تتردد عبارات مثل نكبة 25 يناير وكارثة 25 يناير وجريمة 25 يناير!!
منذ عامين تقريباً، كانت تلك الوجوه تخجل أن تسير فى الشوارع أو أن يراها الناس، ولكنهم اعتقدوا أن فشل الحكومة الحالية يعنى عودة الحياة إليهم وأنهم عائدون عائدون ولو كره المصريون!! لقد تجلى هذا التحول فى مشهدين رئيسين: الأول فى لقاء أجرته إحدى الفضائيات مع المرشح السابق أحمد شفيق وهو أحد رجال مبارك بل يعتبره مثله الأعلى!! أما المشهد الثانى فقد تجلى فى ظهور الرئيس السابق منتشياً فرحاً بنظارته السوداء وشعره المصبوغ وجلوسه جلوس الملوك على الكرسى، ولأول مرة منذ دخوله المستشفى العسكرى، بسبب تردى حالته الصحية!!!!

باختصار، أقول لكل من خرج علينا ملوحاً بعودة نظام خلعه الشعب وداسه بالأقدام بأنه واهم وحالم وسيقود البلاد إلى حمامات من الدماء وكوارث حقيقية. فقد ولى نظام مبارك الفاسد إلى الأبد.

نعم ... نقر بفشل نظام الإخوان المسلمين ولكن صناديق الاقتراع بيننا وبينهم، وإن لم ينصاعوا لإرادة الشعب فسينالهم ما نال مبارك وملئه. وإقرارنا بفشل النظام المنتخب بإرادة الشعب لا يعنى استعدادنا لتسليم مصر مرة أخرى أخرى لمصاصى الدماء ودعاة التوريث وعصابات النهب والسلب.

يا حضرات لم يُكتَب علينا أن نتنقل أو أن نُخير بين فاسد وفاشل. من حقنا كشعب أن نتلمس طريقنا وأن نتحمل الصعاب حتى نصل إلى هدفنا ومكاننا الذى كتبه الله لنا. مؤكد أن مصر الجديدة التى نستهدفها ليس فيها مبارك أو رجاله، الذين شاركوا فى جريمة نهب والحط من كل ما هو مصرى على مدى أكثر من 20 عاماً.

السيد شفيق، أستطيع أن أجزم بأنه لو كنت أنت على كرسى الحكم حالياً لما غيرت الكثير من هذا الواقع الآليم الذى نحياه. وإذا كنت تستشهد "بوزارة" الطيران المدنى التى توليتها فى عهد مثلك الأعلى، فهى بحجمها لا تتعدى مجرد إدارة ضمن وزارة النقل فى أغلب دول العالم. كما أنك بالفعل توليت إدارة البلاد قبل خلع مبارك، ويحسب لك أيها البرنس أنه خلال تلك الفترة الميمونة تم تهريب الأموال والثروات والخيرات!! فمن فضلك لا تدعى بطولات لا أساس لها، ولا تظهر بمظهر المنقذ، لأن شعب مصر مقت ومل كافة الوجوه، طبعاً باستثناء البسطاء والسذج، الذين اعتاد مثلكم الأعلى على دغدغة مشاعرهم والضحك عليهم، وحتى هؤلاء باتوا أكثر أدراكاً لمؤمرات المتأمرين ومخططات المخططين!!

أما السيد مبارك، الذى يفترض فيه أنه فى مرض عضال، ولهذا يُكلِف المواطن المصرى الملايين شهريا لعلاجه فى المستشفى العسكرى، فقد ظهر منتشياً معتقداً أنه لا يزال رئيساً لمصر!! فرحاً فرحة غامرة بما آلت إليه أحوال مصر وشعبها. وقد ذكرت فى مقالات عديدة منذ قيام الثورة بأن مبارك وملئه سيكونوا فى غاية الفرح وهم يرون مصر تسقط وشعبها يئن... نعم هكذا ظهر مبارك اعتقاداً منه بأنه بهذا يظهر للشعب أنه كان على صواب. هو كان حقاً على صواب لأنه ترك لنا بلداً مهلهلاً وشعباً غارقاً فى الجهل والأمية والفقر والتخلف، ولهذا فقدنا البوصلة مع قيام الثورة وتم استغلال الحرية التى تنفسناها استغلالاً سيئاً، ساعد على ذلك وهن وغياب الرؤية لدى الحكام الجدد، وهو ما عجل بتردى الأوضاع، ومن ثم تحسن الحالة الصحية لمبارك!!

أقول لكل من سولت له نفسه الاعتقاد بأن عجلة الزمن ستعود إلى الوراء أنك واهم. نحن ندرك تماماً أننا نعيش فترة مابعد ثورة، كما ندرك تماماً التركة الثقيلة التى تركها لنا صاحب الابتسامة العريضة والطلة البهية ورجاله الشرفاء، وهذا سيتطلب عقوداً لإصلاحه، كما ندرك مدى وهن النظام الحالى، ولكنه أتى بإرادة شعب يجرب الديمقراطية لأول مرة فى تاريخه. كما ندرك مراهقة وضعف المعارضة، ولكننا ماضون فى طريقنا، ولن تعود عجلة الزمن بنا وبكم إلى الوراء.

يا سيد شفيق، يا سيد مبارك، يا رجال مبارك، صدقونى أنتم محظوظون كثيراً، فمن حسن حظكم أن هذه الثورة كانت بلا قائد، ومن حسن حظكم أنه لم تنصب لكم محاكم سياسية، ولهذا كان عليكم أن تحمدوا الله وتشكروه على كرم وفضل وطيبة هذا الشعب، أما أن تستغلوا أزماته وكوارثه لتطلوا علينا بوجوهكم من جديد، فهذه ستكون النهاية الأليمة والطامة الكبرى التى ستضرب مصر، وأسأل الله ألا يأتى هذا اليوم وأن يعود كل إلى رشده!

كلامى أعلاه موجهاً إلى كل من شارك فى جريمة إفساد مصر وتخريبها وتجريف شعبها، وبالتالى هى ليست موجهة إلى كل من انتمى للحزب الوطنى المنحل لأنه ليس كل من انتمى سياسياً لهذا الحزب انتفع أو سرق ونهب، أن رسالتى موجهة إلى من يتمنون عودة النظام البائد ليعودوا ليواصلوا رحلة تخريب وتدمير وتأديب مصر وشعبها. فإما نحن وإما أنتم.

إلى كل مصرى حلم مع الثورة بمصر متقدمة عصرية، إلى كل من ذرف الدمع وهو يهلل بتنحى مبارك، إلى كل من ركبته الأمراض، إلى كل من طالته آلة البطش والتعذيب على أيدى زباتية مبارك، إلى كل من حلم بمستقبل زاهر لأبنائه وأحفاده، إلى كل من بداخله قلب ينبض بالإيمان وبحب مصر، إلى كل من شعر بالمهانة وهو يرى مصر تورث على أيدى مبارك ورجاله، إلى كل هؤلاء أقول "لا تفقدوا الأمل، ولا تتركوا الفرصة لمن لا يتمنون لنا الخير ومن سعدوا بشقائنا وضعفنا، كلنا ثقة فى الله وفى قدرة هذا الشعب على خروج مصر من أزمتها، وهذا لن يحدث بالطبع على أيدى من أفسدوها وجرفوها ففاقد الشىء لا يعطيه!!










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة