كأنك ياقنديل لا رحت ولا جيت.. بمناسبة إعادة تعديل التعديل الحكومى، ضربنا مثلا عندما كان الحديث يجرى حول حكومة الدكتور هشام الأول، قبل أن يتولى الوزارة الثانية، عن صاحب سيارة ذهب للميكانيكى يشكو من العطل، فقال له إن المشكلة فى «الموتور»، والفرامل بايظة، والسيارة تحتاج عمرة، لكن صاحب السيارة أعاد دهان السيارة من الخارج. وعاد يشكو للميكانيكى أن السيارة «عطلانة»، فأكد له الميكانيكى أن الموتور والفرامل فاسدان، فما كان منه إلا أن غير الكاوتش.
وهذا المثل ينطبق على التعامل مع حكومة الدكتور هشام، مشكلتها أن «الموتور» بايظ، ومايتم عمليات طلاء بتغيير وزير أو محافظ، ويبقى الجدل حول الوجود والسياسات.
نحن أمام غياب للخطة أو الوضوح أو التصور، وبالتالى نعود لنفس المثل.. السيارة عطلانة بلا موتور ولا فرامل ولا أى شىء، لكنهم يعيدون طلاءها، حكومة متفرغة لأعمال أخرى غير مواجهة الأزمات وحلها، تكتفى بدعوة المواطنين لمواجهة التهريب، والانفلات، وتتفرغ لماهو ليس من مهامها، الانتخابات وهى الشغل الشاغل للدكتور قنديل الذى سافر إلى أفريقيا ليتحدث فى الانتخابات، مع أن الحكومة لا علاقة لها بالانتخابات، وتتقاعس عن أداء دورها التنفيذى الذى هو من صميم عملها.
تجارب الشهور الماضية مع حكومة الدكتور هشام الأول والثانى، تكشف لنا أن الأزمة فى رئيس الحكومة. الذى يفترض أن يدير الاجتماعات، ويربط بين الوزارات التى تعمل معاً. بينما نحن أمام رئيس حكومة يترك العمل التنفيذى، ويتفرغ للحديث عن الانتخابات التى ليست من اختصاصه، وقرارات تصدر بعيدا عن الوزراء المختصين. عندما لايعرف وزير البترول أو التموين بخبر رفع سعر أنبوبة البوتاجاز، نحن أمام قرارات تصدر من مكان ثان غير الحكومة.
وتبقى أحوال المستشفيات والطرق والأمن والمرور والفقر والأسعار كما هى بلا حلول أو علاج. والمشكلة إذن ليست فى كون الحكومة بيروقراطية أم تكنوقراطية، بل إنها حكومة فاشلة.. لاينفع معها تعديل جديد لتعديلات سابقة، وترقيع وقص ولصق، يتم من خلالها ركن بعض الوزراء والمحافظين، واستبدالهم بغيرهم من الوجوه القديمة أو الجديدة، مع الاحتفاظ بالدكتور هشام قنديل الذى هو أصل المشكلة، ليس لشخصه، لكن لكونه خلال حكومتين لم يقدم مايثبت قدراته غير المسبوقة فى إدارة الحكومة.
رئيس الوزراء طوال أكثر من ثلاثة شهور لم ينشغل بتعيين محافظ للمنوفية، بعد انتقال المحافظ السابق محمد بشر ليصبح وزيرا للتنمية المحلية، الدكتور قنديل رئيس حكومة يعجز عن تعيين محافظ طوال شهور، فهل يمكن انتظار أى نتيجة منه فى ملفات الدولة؟..
ثم إن الرئيس كان أعلن أنه لايرى تغييراً للحكومة فى حال إجراء الانتخابات الآن الانتخابات تأجلت والحجة لم تعد قائمة.
نحن أمام حكومة تتحدث على إنجازات يصعب رؤيتها، وحوار مجتمعى سرى، وموازنة غير واضحة المعالم، وأمن غائب، ومع هذا ننتظر تغيير زجاج أو كاوتش أو إعادة دهان حكومة قنديل، بينما الموتور عطلان.