لا نحتاج إلى تبرير أو تفسير لا داعى ولا معنى له فى مسألة الزيارات الخارجية للرئيس محمد مرسى وبروتوكول ومراسم الاستقبال له من صغار المسؤولين وليس الرؤساء بما يتوافق مع حجم وتاريخ وقدر مصر، لأن من يشاهد ولى عهد أو رئيس مجلس محلى أو رئيس مدينة أو وكيل وزارة لدولة عربية أو أجنبية وهو يستقبل رئيس مصر يشعر بإهانة واستخفاف من الدولة المضيفة بقيمة وحجم الزائر والدولة التى يمثلها ويرأسها. الزيارة الأخيرة لروسيا كان رئيس مدينة سوتشى الروسية فى استقبال الدكتور مرسى وليس فلاديمير بوتين الرئيس الروسى الذى كان متواجدا فى المدينة لحضور بطولة العالم للهوكى ويبدو أن البطولة كانت تمثل للرئيس بوتين أهمية قصوى تفوق أهمية استقباله لرئيس مصر وقد كانت روسيا فى زمن سابق تنتفض لاستقبال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ويكون فى شرف استقباله الزعيم السوفيتى نيكيتا خروشوف وتخرج حشود الجماهير السوفيتية فى موسكو أو فى أى مدينة سوفيتية أخرى يتواجد فيها عبدالناصر لاستقباله بالأغانى والأهازيج وبالأعلام المصرية تقديرا لقيمة وقامة الدولة والرئيس.. هذا كان فى الستينيات وما أدراك ما الستينيات.
لم يجرؤ رئيس دولة يزورها عبدالناصر أن يتخلف عن شرف استقباله داخل دولته أو حتى خارجها، ولا ننسى حينما خرج الزعيم الهندى نهرو لاستقبال ناصر فى بورما خلال حضوره مؤتمر عدم الانحياز فى باندونج، ولم ينتظر زيارته للهند لاستقباله.
واقعة استقبال صغار المسؤولين للرئيس مرسى تكررت فى زيارات عديدة سابقة إلى دول أوروبية وعربية بما كان يثير الأسى والحزن على ما سارت إليه مكانة مصر بين الدول رغم تقديرنا لكل برتوكولات هذه الدول في استقبال ضيوفها لكننا عندما نستعيد صور الماضى المجيد مع صور الحاضر البائس يدفعنا إلى التفكير فيما وصلنا اليه. نحن هنا لا نلوم الدولة المضيفة بقدر ما نحزن على مشهد وكيل وزارة أو رئيس مدينة وهو يستقبل من هو فى مقام رئيس مصر.