عادل السنهورى

المصالحة فى الداخل وسفر الرئيس إلى الخارج

الأربعاء، 24 أبريل 2013 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الزيارات الخارجية الأخيرة للرئيس مرسى وخاصة روسيا كشفت له أن الخروج بمصر من الأزمة الاقتصادية الحالية يبدأ من الداخل وليس عبر بوابات الاستجداء وطلب المساعدات والتسول العلنى.

وأظنه يدرك الآن أن زمن العلاقات الإنسانية والأخلاقية بين الدول الشقيقة والصديقة انتهى وحل محله زمن المصالح والمنافع المتبادلة، فبقدر ما تعطى على أرض الواقع للدول المانحة ستحصل على القروض وعلى المساعدات وعلى المنح. روسيا لم تعد هى الاتحاد السوفيتى القديم الذى كان أشبه بالسبيل وبالجمعية الخيرية للدول العربية التى تلجأ إليه وقت الشدة ثم تنصرف عنه إلى واشطن، وكانت أحد أسباب انهياره لصالح هيمنة القطب الواحد الذى لم يقدم للدول العربية مثلما قدم الاتحاد السوفيتى السابق. الزيارة الأخيرة للرئيس إلى روسيا تستوجب عليه التريث لإعادة النظر من جديد فى أولويات السياسة الخارجية اعتمادا على قوة الوضع الداخلى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فالدول لا تسعى إلى علاقات خارجية قوية دون تقوية جبهتها الداخلية. رد الفعل الروسى على لائحة المطالب والمساعدات المصرية بالقروض وإمدادات الغاز والطاقة يكفى لأن تعود الرئاسة إلى رشدها وتمد بصرها إلى الداخل وتبدأ فى خطوات جادة للإصلاح والتصالح مع كافة قوى المجتمع للبدء فى إيجاد خارطة طريق جديدة للخروج من المأزق الحالى وإلا فإن استمرار الأوضاع على ما هى عليه الآن من عناد واستكبار وإقصاء وتجاهل واستعراض للقوى سوف يدخلنا فى صيف سياسى ساخن للغاية لا يدرى أحد عواقبه الوخيمة على كافة الأطراف الحاكمة والمحكومة.

الرئاسة والجماعة تدرك أن لا حل للأزمات المتلاحقة باللجوء للخارج سواء للتسول أو الاستقواء وأن الحل هو تفكيك الأزمة السياسية الداخلية وإجراء حوار وطنى جاد مع كل القوى الوطنية «بنية خالصة» وليس بمراوغة لكسب الوقت أو تفتيت المعارضة. وربما تبدو الاتصالات الأخيرة للسيدة باكينام الشرقاوى مساعد الرئيس ببعض أطراف جبهة الإنقاذ للتشاور حول التغيير الوزارى خطوة فى طريق التراجع -إذا جاز لنا أن نقول ذلك- وبدء الاستماع إلى أصوات المعارضة ثم جلوس الرئيس إلى المجلس الأعلى للقضاء لتهدئة الأزمة الحالية بين جماعته وأتباعهم مع القضاة.

الخطوات مهمة إذا توافرت النوايا الصادقة والعمل الجاد. الوطن يحتاج أولا إلى التصالح مع نفسه داخليا ولن يفيده السفر هنا أو هناك للتسول و«الشحاذة».








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

لأ شىء فى السياسة الدولية إسمه " تسول" أو " شحاذة"

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لا تتباكوا على النظام السابق ولا تهللوا للنظام الحالى - كلاهما استبداد وقهر ومافيا ال 1 %

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة