يعشق الناس الاستقرار والعيش فى أمان، وتلك مطالب طبيعية دون استثناء، وما نعيشه اليوم من تردى الأحوال المعيشية، وما يعانيه المجتمع من أزمات سرقة السولار، وإغلاق أبواب كثير من المؤسسات، وتدهور معدلات السياحة، وكل ذلك يصاحبه الكثير من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات فى شتى المجالات.
الكل يريد تحقيق مطالبه دون تباطؤ أو انتظار، الحق كل الحق مع المواطن الذى يريد أن يشعر بالتغيير، لأنه ظل لعقود طويلة فى طى النسيان وبعيدًا عن دائرة اهتمام الدولة.
يرى البعض الصورة قاتمة عبر منظار التشاؤم واليأس، ولكن التاريخ يعلمنا أنه لكى تنعم الشعوب بالحرية والتقدم، لابد أن تمر بحالة عدم اتزان وفوضى، لأن الفاسد الظالم يتمسك بموقعه ويقاوم التغيير والحرية والعدل، ولكن لن تدوم مقاومته فتلك طبيعة الأشياء الصعود ثم الانحدار.
وسط كل هذا الصخب نرى نصف الكوب المملوء، الذى يعطينا بارقة أمل لمستقبل مشرق، لقد رأت الأجيال الشابة كيف يمكن للمواطن أن يقول "لا" للظلم والفساد، وكيف تكون هذه الأجيال هى ذاتها أداة للتغيير، تصنع مستقبلها وتكون شريكًا فاعلا، فقد قرأت عن مجموعات طلابية تشكل فرق عمل للمساعدة فى تقديم مقترح لتطوير التعليم من خلال زيارات ميدانية تقوم بها للمدارس المماثلة، وتستمع إلى آراء الطلاب حول كيفية تطوير التعليم والنهوض بالمنظومة التعليمية، فكل هذا الحراك هو نتاج "الثورة" التى بات الناس على وشك الكفر بها، ولكن هذه أمنية الفاسدين المضلين، لكى نبقى سنوات طويلة قابعين فى غياهب الفساد ودفع الناس للقبول بسياسة الأمر الواقع.
ليعلم كل من لعن الثورة، وما آلت إليه أحوال البلاد، أن البركان عندما يثور يخرج كل ما فى باطن الأرض من الخير والثروات حتى تهدأ ثورته ويجنى البشر ثماره، وسوف يذكر التاريخ أن تلك الثورة كانت بمثابة طاقة النور التى أعطت الضوء الأخضر للحرية والتغيير.
يجب أن نتمسك بالأمل فى غد مشرق وأنه سيكون الأفضل، وأن نعلم أنه لا يمكن أن يتركنا أعداء الوطن، فى الداخل والخارج، نحقق أحلامنا دون صراع وكفاح، فاليوم ربما يكون لهم والغد، إن شاء الله، لنا ولأجيالنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Remah
عن اى كوب تتحدث