سعيد الشحات

عصام شرف يترك المركب

الأحد، 28 أبريل 2013 07:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد يومين من استقالة مستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية المستشار محمد جادالله، استقال الدكتور عصام شرف والفريق الاستشارى من مشروع تنمية إقليم قناة السويس، وقبلهم استقالات لمستشارى الرئيس الذين رفضوا إعلانه الاستبدادى الذى حمل اسم «الدستورى».
فى استقالة جادالله معان واضحة عن «الأخونة»، وهيمنة الجماعة على اتخاذ القرار، وفى استقالة عصام شرف معنى كبير هو أن الحكومة تأخذ المشروع إلى منحى غير المقرر له، والخلاصة أننا أمام استقالات تحمل أسبابا قوية دون أن يهتز جفن لمسؤول.
من يتابع تصريحات الدكتور عصام شرف عن مشروع تنمية إقليم قناة السويس، سيجد رجلا متحمسا، ويتحدث عن مشروع لا يخضع للتجاذبات السياسية، وإنما لمصلحة مصر فى المستقبل، وفجأة ودون سابق إنذار يتقدم باستقالته، وأصابع الاتهام تتجه إلى وزير الإسكان باعتباره رئيسا للمجموعة الوزارية المشرفة على المشروع، والاتهامات للإسكان ووزيرها، أن الوزارة قدمت مشروعا لا يصلح لإدارة منطقة حرة تقدر على المنافسة العالمية، والمثير أنه فى الوقت الذى كان يتحدث عصام شرف متحمسا، لم يكن هناك حسب قول المستشار طاهر حزين عضو الفريق الاستشارى للمشروع أى اتصال بين الفريق ووزارة الإسكان منذ 4 شهور.
الاستقالة فاضحة وكاشفة، ففى الوقت الذى يتهم مرسى ورجاله القوى السياسية المعارضة بأنها لا تعطى الفرصة من أجل تنفيذ الخطط، وأنها تصرف الجميع إلى معارك سياسية على حساب الإنتاج والإنجاز، نجد اتهاما صريحا من الفريق الاستشارى لتنمية إقليم قناة السويس بأن الحكومة ليست على مستوى المشروع ولا طموحه، فهل يعبأ الدكتور مرسى بذلك، هل ينتبه إلى أن ما جاء فى الاستقالة هو دليل عملى على فشل اختياراته لوزرائه الذين لا يتم اختيارهم بمعيار الكفاءة وإنما بمعيار الولاء لجماعة الإخوان؟
فى الديمقراطيات الحقيقية، يتم التوقف طويلا أمام استقالات المسؤولين المسببة، لكننا فى حالة المستشار محمد جادالله، اكتفى القصر الرئاسى بإخراج لسانه، وبدأت الميليشيات الإلكترونية فى شن حملة هجومية وأخلاقية فى حق الرجل، لم يناقش مسؤول واحد الأسباب السبعة التى عددها جادالله فى استقالته، لم يلفت نظر الجماعة أنها استقالة فاضحة من حيث إن المركب يقفز منه كل الذين يستعينون بهم لإضفاء شرعية تعاونهم مع الآخرين.
تصب استقالة الدكتور عصام شرف فى هذا المعنى، والمفارقة أنهم كانوا يتاجرون بأن مشروع مثل هذا، يشرف عليه ويقوده واحد من خارج الصف الإخوانى، لكنه الآن يترك مركبهم أيضا.
فلنتأمل أسباب الاستقالة، حتى نعرف منها أننا أمام اتهامات لوزراء ليسوا بحجم المسؤولية، ولا يملكون الخيال، هم فقط متواجدون فى مناصبهم بحكم انتمائهم للإخوان، وحتى نعرف حجم الكارثة، فلنتوقف أمام مقال طاهر حزين، أن تجريد المشروع من خصوصيته لن يفضى إلى مصلحة مصر، بل يصب حتما فى صالح بلاد أخرى من ذوات المشاريع الملاحية واللوجستية المنافسة، والمقصد فى ذلك أن إسرائيل هى صاحبة المشروعات المنافسة، فهل وصل الحال بنا إلى هذا الحد؟
توقفوا مرة واحدة أمام أسباب استقالة مسؤول واحد، لا تتعالوا عليها حتى لا تصبحوا على سم قاتل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة