أرسلت قارئة تقول ابنتى عمرها خمسة عشر عاما، ومنذ أيام فوجئت بوجود جروح على أعلى يدها وسيقانها، وبعد التحدث معها أخبرتنى أنها تقوم بجرح نفسها عندما تكون غاضبة أو متوترة، وهذا الأمر صدمنى بشدة، وبعد قراءتى عنه اكتشفت أنه حالة نفسية يطلق عليها "أذى الجسد"، فما أسبابها وكيف يمكننى التعامل مع تلك الحالة؟
تجيب عن هذا السؤال الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين، وتقول: غالبا ما تعانى منه الفتاة هو نوع من الاضطرابات تسمى "أذى الجسد" كما قرأت عنه السيدة، وهو اضطراب قد يصيب الإنسان خاصة فى فترة المراهقة، وعلى الرغم من أن اضطراب إيذاء الجسد يشمل العديد من السلوكيات، مثل الحرق والضرب والخدش، إلا أن إحداث جروح فى الجلد بواسطة آلات حادة هى السلوك الأكثر انتشارا بينها، وتلك الحالة تصيب بشكل خاص الذين تعرضوا لنوع من الأذى النفسى أو الجسدى أو الجنسى. وعندما يعجزون عن رد هذا الأذى يعبرون عنه بإيذاء أنفسهم.
وعلى الرغم من ان تلك الحالة يمكن ملاحظتها بشكل أكبر فى الدول الغربية إلا أن هذا لا يعنى عدم انتشارها فى المجتمع العربى، ولكن الشخص الذى يعانى من تلك الحالة لدينا يكون أكثر حرصا على إخفائها بأن يجرح نفسه فى أماكن غير مرئية من جسده.
وتضيف الدكتورة هالة أن السبب الأساسى لتعرض المراهقين لتلك الاضطرابات هو تجاهل الأهل لمشاكلهم والاستخفاف بمعاناتهم، وبالتالى فإن أول طريق العلاج يبدأ بفتح باب المناقشة، والسماح للفتاة بالتعبير عن كل ما يزعجها بصدر رحب، ودون توجيه أى نقد لها حتى نتمكن من الوصول إلى السبب الحقيقى الذى دفعها إلى تلك الحالة والتعامل معه.