مع بداية شهر إبريل يكون قد انتهى 9 أشهر على حكم الإخوان، 9 أشهر نشعر من خلالها أن مصر ترجع إلى الخلف، ولسخرية القدر.. أن برنامج الرئيس مرسى ممثل الإخوان، كان اسمه مشروع النهضة!! نعم النهضة التى تشهدها الشركة القابضة لكهرباء مصر، التى تقوم دراسة جديدة حول مشروع يقام لأول مرة بإنشاء محطة تعمل بالفحم، وذلك لمواجهة نقص الغاز الطبيعى الذى تتعرض له المحطات التى تعمل بالوقود التقليدى من وقت لآخر، مما يؤدى لانقطاع التيار الكهربائى. فنهضة الإخوان ستجعلنا نعود لاستخدام الفحم لمواجهة نهضة نقص الغاز، ونهضة انقطاع الكهرباء الذى سيكون بشكل منظم هذا الصيف، وقد يكون الانتظام فى قطع الكهرباء مرتين يوميا هذا الصيف هو أحد أوجه النهضة من وجهة نظر إخوانية. والنهضة فى الكهرباء تأثر بها للأسف مطار القاهرة، الذى اتخذت سلطاته قرارات من أجل ترشيد الطاقة فى صالاتها ومبانيها بعد منتصف الليل، وذلك فى إطار خطة لمواجهة أزمة الكهرباء المتوقعة فى الصيف القادم، وبالتالى بدأت شركات الطيران إعادة جدولة رحلاتها، لتبتعد عن مواعيد الغلق الجزئى للمطار.
ومما لا مجال للشك فيه.. أن المواطن البسيط كان يحلم بنهضة فى مستوى معيشته وفى الخدمات التى يحصل عليها، فإذا كان هذا هو حال الغاز والكهرباء والسولار، فبالتأكيد هذا أثر سلبا على أنبوبة البوتجاز، وعلى المخابز، فحدثت نكسة فى العيش الذى هو مطلب الثورة الأول.
أما عن الحرية، ومعالم النهضة فى هذا المطلب، فنجده متمثلاً فى ضبط وإحضار النشطاء ببلاغ من محامى الإخوان!! وتجاهل النائب الخاص كل البلاغات التى ضد الإخوان، وهذا يرجعنا إلى نائب عام مبارك وأفعاله تجاه معارضى مبارك وأنصاره فى الحقبة الأخيرة لحكم المخلوع، ولكن نجد الإخوان يتفوقون على أنفسهم ويفعلونها فى أول عشرة شهور من حكمهم. أما عن حرية الإعلام فحدث ولا حرج.. ضبط وإحضار باسم يوسف، وبلاغات لوقف البرنامج لنفس تهم النظام المخلوع، بدون أى ابتكار، وكأن الإخوان «حالفين لنظل على نفس مبادئ وعهد مبارك دون أى إبتكار».. والتهم متمثلة فى تكدير السلم العام، وإهانة الرئيس، ونشر شائعات كاذبة. ولكن الجديد والمبتكر هنا هو ما فعله باسم يوسف بفنه وإبداعه الذى أجبر العالم على التضامن معه فى سابقة هى الأولى من نوعها، حيث خصص الإعلامى الأمريكى الساخر جون ستيوارت حلقة من برنامجه، للتعليق على قرار ضبط وإحضار باسم يوسف، وقد قدم ستيوارت تحليلاً ساخراً لما حصل ليوسف، لكنه أثار أسئلة هامة أيضاً، منها: لماذا تركز الحكومة المصرية جهودها ووقتها على اعتقال إعلامى ساخر مشهور، فى حين تعانى البلاد من اقتصاد متدهور، وسياحة متراجعة، ومشاكل التحرش الجنسى فى الشوارع؟ هل هذه هى أولويات مرسى؟..
وأبى الإخوان أن تمر الشهور التسعة الأولى بدون أن تكون هناك ردة قوية ومفجعة فيما تم إنجازه، قبل أن يكونوا على حكم هذه البلاد، وهذه الردة تكمن فى إلغاء الحظر على استخدام الشعارات الدينية. وكأنهم يبحثون فى دفاترهم القديمة عن الوسائل غير الشرعية لكسب الانتخابات بأى وسيلة كانت.
وفى ختام الشهر التاسع للإخوان، يحاولون أن يستغلوا أزمات من صنعهم، لكى يسيطروا على الأزهر الشريف.. ولكن هذا لم ولن يحدث، وسيتصدى الشعب لذلك فالأزهر خط أحمر، والولادة تتعثر والجنين مشوه.