خروج حمدين صباحى من احتفال بجامعة طنطا بعد هتافات ضد الإنقاذ والإخوان، وأحمد أبو الغيط من محاضرة فى مكتبة الإسكندرية بعد رفع الحذاء فى وجهه، تعرض الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان للاعتداء فى أحد المراكز التجارية، ضرب القيادى الإخوانى صبحى صالح على يد المتظاهرين، ضرب السيد البدوى على القفا وسط "البودى جاردات" فى ميدان التحرير، تعرض هشام قنديل لمحاولات الاعتداء عدة مرات منذ جنازة شهداء رفح وحتى اليوم، تعرض الكثير من الشيوخ والدعاة للاعتداء والسب والقذف وجلبهم للمحاكم كالمجرمين، ومحاولات الاعتداء على الرئيس محمد مرسى فى قصره وبيته أمام العالم أجمعين.
هذا هو حال النخبة والسلطة الحاكمة وشيوخ الفضائيات فى مصر فلم يعد أى شخص منهم قادراً على أن يمشى وسط الجمهور أو يلقى محاضرة وسط جموع الناس دون أن يتعرض للتهديد والسب والقذف والطرد ولم تفلح كل البودى جاردات والإجراءات الأمنية فى إكمال أى ندوة يتم تنظيمها أو محاضرة يقوم أحدهما بإلقائها، بعدما انتهى رصيد النخبة والسلطة لدى المواطنين وكشفت الاحداث عوراتهم وفقر تفكيرهم وبحثهم عن المصالح الشخصية والفئوية على حساب الوطن.
لم يأتِ اعتراض المواطنين على النخبة بفصائلها المختلفة من فراغ وإنما من أعمالهم سلط عليهم، فقد ظنت النخبة أنها ممثل حقيقى للشعب وقادرة على دغدغة عواطف الناس وكسب ودهم واستدرار عواطفهم بكلمات معسولة، ووعود مخلوفة، وتصريحات مكذوبة، متناسين أن الشعب تغيير وأصبح قادر على التفريق بين الغث والسمين وكشف أصحاب المصالح الشخصية والمطامح الحزبية الضيقة، وبين من يفكر فى الوطن والمواطنين وتذوب شخصيته خلف أعماله وفضائله، ولكن للأسف هذا النوع الأخير لم يعد موجود فى مقدمة الصفوف وتوارى عن الانظار، بعد أن هيمنت النخبة الضالة المضلة، الضارة المضرة، على مقاليد الأمور ووسائل الاعلام لأنها تدرك تماما، وتعلم علم اليقين أن الإعلام الحقيقى كاشف مبين وفاضح لكل الاكاذيب فبدأت محاولات التكميم فى محاولة لقطع ألسنة المعارضين، ويتساوى فى ذلك جبهة الإنقاذ والإخوان وباقى التيارات والرياح والعواصف البشرية التى تعصف بالوطن، فالإنقاذ تحتاج إلى من ينقذها من براثن السوء، والاخوان فى حاجة ماسة إلى من يخلصها من الجنون الذى أصابها والكذب الذى ملأ تصريحاتها والالتزام بالوعود والعهود التى قطعتها على نفسها، والاختفاء خلف الأعمال والإنجازات وليس ملء الساحة بكلمات ووعود كلها فارغة المضمون، والكف عن حياكة القوانين فى خرق بالية معرضة للتمزيق قبل التطبيق.
للأسف أصبحت السلطة الحاكمة بدء من الرئيس محمد مرسى مروراً بالحكومة وصولاً إلى المعارضة بكل أطيافها بلا رصيد بعد أن توقفوا جميعاً عن العطاء والاصلاح وتحسين أحوال العباد واستتباب الأمن فى البلاد وتفرغوا للتمكين عبر الأمزجة والأهواء والعمل عبر الشاشات واطلاق التصريحات، حتى أن بعضهم أطلقها صريحة فى الهواء "طظ فى مصر" ثم يدعون أنهم وطنيون والآخرون عملاء مأجورون.
لقد أصبحت الحكومة والنخبة يتحركون خلف متاريس الأمن وعضلات "البودى جاردات" والسيارات المصفحة بعدما تأكدوا أن رصيدهم من الحب والعطف لدى المصريين نفذا تماما، ولم يعد قابل للشحن لانتهاء صلاحية كل الشخصيات وخاصة المتخصصين فى الثرثرة والتدمير والهدم والتخوين، فالبعض منهم تجاوز من العمر عتيا وأصبح عبء على نفسه والوطن، والبعض الآخر لا يملك المقومات والكفاءات اللازمة لمتطلبات المرحلة ويعمل من أجل حزبه ونفسه وليس وطنه، فظهرت مصر أمام العالم عجوز شمطاء لا تستطيع التحرك والعيش دون الحصول على الهبات وجمع التبرعات، علما أن هذه الهبات لن تغير من حالها أو تبدل من أوضاعها، فى ظل سلطة عاجزة وحكومة قاصرة لا تملك القدرة والموهبة والحلول الابتكارية والوسائل الإبداعية، ولا تستطيع إدارة البلاد وتيسير مقادير العباد، فأصبحوا جميعاً منبوذون مطردون ملعنون فى كل مكان يخبرهم الشعب فى كل صباح ومساء لقد نفذ رصيدكم وانتهى دوركم، وباتت مصر بحاجة ماسة لنخبة جديدة وقيادة إبداعية حكيمة وحكومة فاعلة رشيدة تخضع لمعيار الكفاءة وليس الأمزاجه والأهواء، بعيداً عن أصحاب المصالح الحزبية والفئوية الضيقة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير دبور
كبد الحقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
hesham
مقال غير منصف
عدد الردود 0
بواسطة:
ehab
رائع وموضوعي