عبد الرحمن يوسف

اعرف عدوك واختر معركتك

الإثنين، 08 أبريل 2013 07:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك من المصريين اليوم من يكره الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أكثر من كرهه للرئيس المخلوع حسنى مبارك، وهناك من يكره السيد حمدين صباحى أكثر مما يكره مرض السرطان، وهناك من يكره الدكتور محمد البرادعى أكثر من كرهه لمناحم بيجن، وهناك من يكره الإخوان المسلمين أكثر مما يكره إبليس، وهناك من يكره حماس (لأن لها علاقة ما بالإخوان) أكثر مما يكره إسرائيل نفسها، وإلى آخر هذه الأحقاد التى نعرفها جميعا. من أسوأ ما نفعله اليوم، أننا نتعامل فى السياسة بمنطق الحب والكره، بينما السياسة تحتاج إلى تعامل عقلانى، والعاطفة فى السياسة لها هامش محدود جدا. عدونا ليس أبوالفتوح، ولا حمدين، ولا البرادعى، ولا الإخوان، ولا حماس، عدونا هو التخلف الذى يسيطر على الدولة المصرية، وانهيار القيم الذى دمر الإنسان المصرى، وكل هؤلاء الذين نكرههم أو نحبهم، مجرد أصحاب رؤى ومحاولات للتغلب على هذه المعضلة التى تسبب فيها نظام استمر عشرات السنين يرسخ هذا التخلف، فأفسد الدولة، ثم أفسد ما هو أهم من الدولة، لقد أفسد الناس، وجميع من ذكرناهم من الأفراد والجماعات يصيب ويخطئ!
بإمكانك أخى الناشط السياسى أن تستمر فى مسيرتك، تكره فلانا أو علانا، وتخوض المعركة الخطأ، ضد عدو وهمى. بإمكان المنتمين للتيار المدنى أن يسيروا خلف أسطورة محو الإخوان من الوجود، وأن تصبح مصر «بلا إخوان»، كما يكتب بعض السذج. وبإمكان المنتمين إلى تيار الإسلام السياسى، أن يظنوا أنهم وحدهم من يمثل الناس، وأن يستكملوا أوهامهم الخائبة فى فتح مصر من جديد، لكى يروا شرع الله مطبقا، ولكى يختفى الكفرة والفجرة من مصر كلاهما – الإسلامى والمدنى – أنموذج للجندى المخلص فى المعركة الخاطئة، وكلاهما يسير خلف معارك اندلعت منذ عشرات السنين، وهذه المعارك التى يريد البعض أن يكرس لها حياته، لن ينتصر فيها أحد، وستكون نتيجتها هزيمة الجميع، لأنك حين تسعى إلى هدف لا يمكن تحقيقه، وتكرس له عمرك، ثم تكتشف هذا الوهم بعد عشرات السنين ستكون قد هزمت، إذ لم يتبق لك من الوقت والجهد ما يمكنك به أن تبدأ معركة جديدة.. نصيحتى لنفسى ولكل جيل الشباب، اعرف عدوك، واختر معركتك، ولا تضع وقتك فى أحقاد الماضى، ولا تنهك نفسك فى معارك الآخرين!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة