حقيقة لم تكن مفاجأة حين بادرنى الزميل أحمد توفيق بأنه حصل على نسخة من تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات، وهو التقرير الخاص بنادى الزمالك حتى العام المالى «2011».
بطبيعة الحال ومنذ عقود ثلاثة ماضية اعتدنا على أن الجهاز المركزى أحد أهم حصون المحروسة، التى تدافع بكل قوة عن إهدار.. صرف.. نهب.. التوسط فى تسهيل هذه الأوصاف.. ثم.. طيب ثم ماذا؟!
حاجة من الاتنين، وهو موروث فلكلورى مصرى.. إما يطلع أن مسؤولى المالية بالأندية والاتحادات مدانين بالفعل.. وتخيلوا، ممكن الإدانة تتبخر فى ثانية، لو تم ضبط آلية الصرف، أو حتى رد المصروف الشمال.. وطبعاً حضراتكم فاكرين العديد من هذه التقارير، التى دأبنا.. ولن نكل عن نشرها بالمستندات، عسى أن يأتى اليوم الذى نجد فيه المحروسة عروسة!
علشان نقول الكلام بمنتهى المنطق، ليست أزمة الزمالك، إنما لم نسمع حتى الآن عن ميزانية لم تدان.. يعنى إيه؟!
الجهابذة فى الأندية والاتحادات يقولون إن موظفى المركزى للمحاسبات بيروقراطيون.. يعنى بتوع روتين؟!
هذه الحالة يدفع بها بتفسيرات من كل الأندية كالآتى: إنهم لا يعرفون معنى سعادة الشعب، سواء الأحمر أو الأبيض وبكل الألوان.. فما بالنا بسعادة الشعب كاملا، عندما يكون التقرير «طالع» على من يحملون ألوان العلم.. الاتحادات وبالتالى المنتخابات والأولمبية والبارالمبية.. والمؤسف أن المظلومين الحقيقيين هم الأبطال.. أما الصرف على ودنه كما قالها الراحل الكبير توفيق الدقن، فلا يمكن المساس بهم!
إلا فى واقعة رصدها الصديق العزيز سيف الله مصطفى مراجع حسابات اتحاد الكرة رافضاً اعتماد الميزانية دونما أن يعلنها على الجمعية العمومية.. اللى هى حضرتك.. مسؤولو الأندية.. يعنى أعاد العيش لخبازه.. لكن كان مشكوراً بالطبع مهنياً ووطنياً!
المدهش أن من يصفون مراقبة الجهاز المركزى بـ«البيروقراطية الروتينية».. لم يطالبوا مثلاً.. مثلاً بتعديل حكاية اللى يدفع يعدى ولا حس ولا خبر.. يالهوتى؟! المثير أيضاً، أنه لا تعديل يجعل من المدان عبرة بالقانون أمام من يأتى بعده.. ولا أدرى لماذا لا نجد هكذا قوانين!
الكارثة أن مواطنا طيبا رد قائلاً: يعنى كانوا قالوا لنا فين الصناديق الخاصة جداً.. قوى اللى فيها تريليون و24 مليار جنيه والعياذ بالله!
الآن، وحتى لا نشيع أن ما حدث يعد سابقة خطيرة.. ونعيد ونزيد.. أين الأجهزة الرقابية.. ثم عنوان آخر متى تنتهى دولة النهب!
هنا يظهر دور الواد «بلية».. اللى بيشيل القضية، وأيضاً يظهر معه البطل الذى سيطيح بكل «بلية» من أجل النادى والشعار.. بقلنا يا ناس 30 سنة بننتظر اللى يدلنا على طريقة لوقف النزيف وتحويل المسروقات لحساب السولار والرغيف.. بس يظهر إننا نؤذن فى «كايرو» بـ«الأنلجش»!
الأموال قبل الزمالك وبعده.. واحدة أصرف.. ولا يهمك شمال يمين.. المهم ناسنا مرتاحين.. والمجلس يعيش وطظ فى المتين بتاع الوطن والكلام ده!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى رحمى
فعلا للأسف بدال ما يعدلوا حالهم يقولوا الأجهزة الرقابية بيروقراطية