«جى فورس - ديمى» اسم الشهرة للبلغارى جريجور ديميتروف، الذى سيكمل عامه الثانى والعشرين الخميس المقبل 16 مايو، وصل للترتيب العالمى الثالث على الناشئين 2008 حيث فاز بويمبلدون وفلاشينج ميدوز وخرج من دور الثمانية برولان جاروس، لكن ميلاده الحقيقى فى التنس جاء الثلاثاء الماضى فى بطولة الألف بمدريد، حين أطاح بأول العالم نوفاك دجوكوفيتش مبكراً مع أول مباراة للصربى فى ملحمة استمرت 3 ساعات وخمس دقائق أنقذ جى فورس فى الشوط الحاسم لمجموعتها الأولى نقطتان لخسارتها ليفوز بها ثم أضاع نقطة لإنهاء المباراة فى الشوط الحاسم للثانية، ومع بوادر الشد العضلى ذهبت الظنون لعدم قدرته على المنافسة فى المجموعة النهائية الحاسمة، لكن مع تعاطيه السوائل والأملاح اللازمة سرعان ما استعاد نشاطه وأعلن سيطرته بكسر مبكر لإرسال نوليه تبعه بكسر آخر لينهى المجموعة 6/3 مع تشجيع هائل بملعب مانولو سانتانا وكأنه يتنافس فى بلدته هاسكوفو ببلغاريا.
الأمانة والنزاهة لا يمكن الحكم عليهما حكماً صحيحاً فى وقت الرخاء والهناء ورغد العيش، ويأتى التقدير سليماً إبان الأزمات والشدائد وضيق ذات اليد. فمن نجده خلوقاً متواضعاً مهذباً وهو على القمة يظهر وجهه الحقيقى حينما تدور الأيام ويتعرض للتقهقر والحاجة، وهنا يظهر معدنه، فإن كان أصيلاً لن تتغير تصرفاته السابقة، وتتغير للعكس إن كان غير ذلك.
وفى لعبة التنس نلمس فى أحد اللاعبين دماثة الخلق وقول الحق ولو على نفسه، طالما هو الفائز والمتقدم ويتحول تحولاً رهيباً حين يتعرض للخسارة والهزيمة فيلجأ للاعتراض غير المبرر ومحاولة أكل النقاط «الحصول عليها دون وجه حق» والتجاوز فى القول والفعل.
سنة 1914 تجمعت سحب السياسة وغيمت على أوروبا لكن الأستراليين شاركوا فى كأس ديفيز بقيادة أنتونى وإيلدنج وانتصروا 3/2 على الأمريكيين فى عقر دراهم فى نادى الوست سايد بنيويورك، واستعادوا الكأس، وهذه كانت آخر بطولة لمدة خمس سنوات، لأن إغتيال أرتش ديّوك فريندز فيرديناند فى عاصمة البوسنة بسراييفو دفعت بالحرب العالمية الأولى، والبقية تأتى الأسبوع المقبل إن شاء الله.
معلومة على الطاير:
إلغاء الرئاسة الشرفية مدى الحياة لرئيس الفيفا السابق جو هافيلانج، قرار محترم يبشر بالخير، ويؤكد معانى نسعى إليها من أن الجريمة لا تفيد ولن يفلت مُرْتَكِبُها من العقاب، حتى لو كان فى السادسة والتسعين من العمر، فالرِشْوة التى تقاضاها البرازيلى من الشركة الراعية لإمبراطورية كرة القدم العالمية خطأ لو استمر التغاضى عنه لكان بمثابة دعوة لضعاف النفوس لارتكاب الأخطاء المماثلة، ولنتذكر قول سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه حين قال: «اعلم أن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فإن كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فاصبر فكلاهما سينحر».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة