لا يمكن تفسير عملية اعتقال أحمد ماهر، منسق حركة 6 إبريل، سوى أنها خيانة وقحة لشاب دفع ثمناً غالياً فى نضاله ضد نظام مبارك، ثم دفع ثمناً غالياً من رصيده الشخصى، ومن مكانة حركته بعد أن قرر دعم الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، "وفقاً لنظرية الليمون التى سادت هذه المرحلة"، ثم دفع ثمناً غالياً مرة ثالثة حين أعلن بوضوح أن حركة 6 إبريل تعارض منهج استخدام العنف فى المظاهرات السلمية، التى خرجت تقاوم الإعلان الدستورى الاستبدادى، الذى أصدره مرسى فى نوفمبر من العام الماضى.
كان أحمد ماهر حليفاً مؤثراً، وصديقاً مخلصاً، وثائراً عظيماً فى أعين الإخوان حين قرر دعم الدكتور مرسى فى جولة الإعادة، ثم تحول ماهر إلى عدو لدود، ومتآمر يلعب بأصابعه الخفية فى أمن مصر، وخصم ينبغى إقصاؤه بالحبس والاعتقال والتنكيل بعد أن اختار طريقاً معارضاً لسياسات التمكين التى تنتهجها الجماعة، وبعد أن قررت 6 إبريل مقاومة عقيدة الاستبداد الجديدة التى تفرض نفسها على بنيان الدولة فى زمن الإخوان.
الأمر بكامله يثير السخرية على ما بلغته هذه العقلية الأمنية التى تحكم مصر الآن من عنف، وبطش، واستعلاء، وعصف بالقانون، فالتهمة التى طاردوا بسببها ماهر، وتربصوا له بحجتها فى مطار القاهرة، وحبسوه على ذمتها 4 أيام، هى التظاهر أمام منزل وزير الداخلية، هذا الوزير الذى يلمع باعتباره الرجل الأكثر قرباً من جماعة الإخوان، والأكثر حرصاً على أمن الجماعة، والأكثر التزاماً بالسمع والطاعة لما تمليه إرادة الحكم، سواء كان الحاكم فى مكتب الإرشاد، أو فى قصر الاتحادية.
هكذا صار التظاهر حراماً، وأصبح نقد وزير الداخلية عملاً مؤثماً، وأصبحت إهانة الرئيس جريمة أشد خطراً من قتل الجنود على الحدود، ومن بيع مصر بقوانين الصكوك على أرصفة التسول والديون الخارجية، وهكذا أيضاً أصبح السجن بالتهم الزائفة، والتلفيق الأعمى هو الحل الأمثل للحكم الجديد للتخلص من شركاء الثورة، ومن نشطاء الحريات، ومن أنصار الديمقراطية والدولة المدنية.
المؤسف هنا ليس فى فعل الخيانة الذى تعرض له أحمد ماهر فقط، لكن المأساة المثيرة للشفقة هى فى عقل هذه السلطة التى لا تستطيع إدراك الخبيث من الطيب فى خطواتها السياسية، لتحقيق الاستقرار فى البلاد، هذه السلطة تجنى على نفسها حتما، وتجنى على مصر بكاملها تحت وهم التمكين الشامل بالقبضة الأمنية الغاشمة، ولو كانت القبضة الأمنية قد أفلحت من قبل لقلنا إنهم يسلكون طريقاً نجا به أسلافهم، لكن القبضة الأمنية قادت أصحابها إلى الجحيم، وتوشك الآن أن تدفع البلاد مجدداً إلى جحيم أعظم.
من يفكر لكم أيها الطغاة؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد المغربي
تحفة
من يفكر لكم أيها الطغاة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed said
لا
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن الحسيني
أليس هذا خاطركم ؟!!! أين الانصاف ؟!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
yasser
ارحمنا انت .والله ماتقوله هو الظلم البين
عدد الردود 0
بواسطة:
SSSSSSS
رفقا بالقانون ايها المنافقون
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد شعبان
مش فاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
جمعه الشوان
6 ابريل فرسان الثورة وابطالها
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد شعبان
مش فاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
د محمد
أليس احمد ماهر بشر ...يصيب و يخطئ ؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو جبريل
حندعى عليك