يكثر الحديث الآن عن فكرة «بديل مرسى»، مثلما كان الحديث مشتعلا قبل سنوات حول «بديل مبارك»، ولا يفكر الواحد فى بديل عن شىء إلا بعد تأكده من فساد هذا الشىء، أو على الأقل انتهاء صلاحيته، فهل انتهت صلاحية هذا النظام الذى يمثله مرسى، أو تأكدنا من فساده وضعفه؟
باعتبارى أحد الذين يصفهم عقلاء الجماعة بالمتربصين، فإنى كنت أعلم أن هذا النظام الفاشل سيفشل حتما، وذلك لأن ما بنى على باطل فهو باطل، فمن استولى على الحكم برشاوى انتخابية، وشعارات طائفية، ووعود وهمية، لا يمكن أن يصير حاكما حقيقا فى يوم من الأيام، وقد كنت أعلم أن غاية ما سيفعله هذا النظام المتجسد فى «مرسى»، هو بضعة «حركات» سيتناولها المعارضون باعتبارها «إفيهات»، وسيتناولها المؤيدون باعتبارها «معجزات»، لكن إن سألت عن هذه «الحركات» على أرض الواقع فستجد أن الزبد أغلى منها وأنفع، فعلى الأقل يمنحنا «الزبد» منظرا جماليا خلابا، وهو يتهادى على الشواطئ، لكننا لا نرى ولا نشم من «حركات مرسى» إلا كل قبيح.
انظر كما تشاء إلى حال مصر بعد تسعة أشهر من حكم مرسى، وما يقرب من سنة من حكم الإخوان، بتمهل انظر أو على عجل انظر، فترى بعينك وتتيقن بقلبك، أن كل شىء من أسوأ إلى أسوأ، لا اقتصاد ينهض، ولا سياسة تنظم وترسم ،ولا محبة أو انتماء ينمو، نتدحرج إلى الهاوية رويدا رويدا، بينما السادة القاطنون فى المقطم، لا يرون إلا ما وصلوا إليه من رفعة، ولا يرى أتباعهم شيئا غير ما يلقنونهم إياه، ليصدق عليهم المثل «القرد فى عين أمه غزال»، فكل شىء جميل، وكل شىء رائع، وكل شىء إعجاز، وكل شىء بركة، ليصيح صائحهم «أفلا تكبرون»، ويصيح آخر «الله أكبر ولله الحمد».
وسط كل هذه العتمة، يخرج علينا الفريق عبد الفتاح السيسى ليؤكد أن الجيش لن يتدخل من أجل إزاحة رأس الحكم، مشددا على ضرورة احترام التغيير عبر الصناديق، وبذلك يخرج السيسى نفسه من دائرة احتمالات أن يكون بديلا عن مرسى، وفى الحقيقة، فإنى لا أرى أروع من تصريحات السيسى، فلا يصح أن نبتر التجربة المصرية بانقلاب عسكرى، ولا يصح أيضا أن نحرم المواطن المصرى من حق تقرير مصيره عبر صندوق الانتخابات، لأن التوفيق خانه مرة أو مرتين، فليس أسوأ من حكم الإخوان إلا الوصاية على الشعب واختياراته، ولا ينكر أحد أن نسبة كبيرة من الشعب المصرى قد عرفت ما لم تكن تعرفه قبل اختيار الإخوان، وإن كان ما يفعله الإخوان بالوطن والمواطن مريرا، فما علينا إلا تحمل هذه المرارة، فليس أمر من مر الدواء إلا استفحال الداء.
وفى وسط هذه البلبلة الكبيرة بين حكم مرسى، وبديله، وتصريحات السيسى، خرج علينا أيضا المستشار طارق البشرى الذى احتفظ بخلافى معه فى كثير من المواقف بمقال فى جريدة الشروق، يؤكد فيه أن قناة السويس فى خطر، وأن الإخوان سيحولونها إلى مقاطعة خارج السيطرة المصرية، لا يتحكم فيها شىء إلا أهواء الجماعة، تمهيدا لاستعمارها، ذلك الاستعمار الناعم الذى يسمونه تطويرا أو تنمية، لتتأكد كل المخاوف السابقة من أن الإخوان وحلفاءها يضعون قناة السويس نصب أعينهم، وأنهم سيجعلونها مستعمرة مدفوعة الأجر عن طريق التفريط فى سيادة مصر عليها، مقابل حفنة دولارات من الدول المانحة، ما يؤكد أن تلك الجماعة لا تعمل لمصلحة مصر، وإنما تعمل على تخريبها وتهديد أمنها الوطنى، وهو الأمر الذى يعيد طرح السؤال مرة أخرى: هل نحتاج فعلا إلى بديل؟ وأجيب: بديل عن ماذا؟ ألدينا شىء من الأساس لنحتاج بديلا عنه؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على
انت البديل
ايه رأيك تمسكها انت؟
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد هيبه
تماما كما أنك ليس لديك أدنى ذرة عقل ومع ذلك تكتب
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
نعم و لكن
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر أبو الخير
إني خلعتك يا مرسي
عدد الردود 0
بواسطة:
علي مصطفى
الغيبوبة
عدد الردود 0
بواسطة:
hisham
بديل ولكن
عدد الردود 0
بواسطة:
ام عبد الرحمن
ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا
عدد الردود 0
بواسطة:
جيهان فؤاد
أنتم لسه نائمون لابد من تغير الفاشل البلد بتحضر ياهووووووووو