الاغتيالات السياسية

ثورتنا المصرية تميزت بأنها كانت سلمية، ولم ينحرف ثائر لمسار العنف أو الانخراط فى التحريض عليه، لذا كتب لثورتنا النجاح الذى أبهر العالم وجعله ينحنى إجلالا لهذه الثورة، لكن للأسف وجدنا خلال المرحلة الماضية قوى سياسية بعد فشلها فى المنافسة السياسية، بدأت تنحرف نحو العنف وتوفر له غطاء سياسيا واضحا، نتج عنه ظهور جماعات إرهابية مثل البلاك بلوك التى عاشت فى الأرض فسادا وعنفا، وتسببت فى إشعال الفتن ومقتل العشرات من المصريين، بل ووجدناها تهدد مؤسسات الدولة وتتحدى القانون، وللأسف وجدنا هذه الحركات العنفوية تصعد حركتها لدرجة أنها بدأت تنفذ اغتيالات سياسية لمعارضيهم من الإسلاميين، بدأت بمحاولة اغتيال النائب صبحى صالح الذى تم تقيده وإلقاؤه على شريط السكة الحديد، ولولا قدر الله الذى أنقذه لكان راح ضحية الغدر والخسة، وحاول بعض السياسيين أن يقلل من الحادث والتأكيد على أنه فردى، لكن للأسف لم نلبث أن وجدنا يوم الخميس الماضى أنفسنا أمام محاولة غادرة أخرى، حيث قام شخص مجهول بمحاولة اغتيال النائب الوطنى محمد مصطفى حيث طعنه مستهدفا قتله، ولكن إرادة الله أنقذته أيضا، وعلينا هنا أن نحذر من خطورة الانخراط فى العنف، والانجرار إلى مخططات التصفيات الجسدية، التى تؤكد لنا أن هذه الفصائل التى وقفت وراء هذه المحاولات الغادرة أفلست ومن الممكن أن تكون عواقبها وخيمة، وتجر الوطن لمواجهات لا يعلم نتائجها إلا الله، إذا اتسعت مداها. وعلى القوى السياسية جميعا فى مصر أن تعلم يقينا، أن مصر العظيمة لن ترضخ، أو تركع لمن يحاول أن يفرض عليها أجندات مشبوهة من خلال استخدامه العنف.

فإن أمثال هؤلاء يفتحون عليهم أبواب جهنم، وسيغرقون حتما فى سيل غضب المصريين، وأن الطبيعة السلمية لشعبنا العظيم ستقف حائلا أمام مخططات مشعلى الفتنة ومستهدفى سلمية وطننا.