خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": تصريحات الفريق السيسى

الثلاثاء، 14 مايو 2013 09:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أقل من أسبوعين، أدلى الفريق أول عبدالفتاح السيسى بتصريحات مرتين حملت إشارات متناقضة للقوى المدنية والقوى الدينية فى مصر، المرة الأولى خلال حفل جامعة المستقبل، احتفالا بعيد تحرير سيناء، والثانية خلال مشروع تدريب الحرب الذى اصطحب فيه نخبة من المثقفين والفنانين فى سابقة فريدة للاطمئنان على حالة الاستعداد فى صفوف جيش مصر.

فى المرة الأولى، تعاملت بعض القوى المدنية مع تصريحاته على أنها إشارة مهمة لاستعداد القوات المسلحة للتدخل فى مرحلة الخطر، وفهمت حينها بعض القوى الدينية أن الفريق ينحاز إلى طرف على حساب الآخر، مما دفع حازم أبوإسماعيل إلى إطلاق تصريحه الشهير بوصف الفريق السيسى بـ«الممثل»، تأكيدا على أن هذه التصريحات لم تعجب السيد أبوإسماعيل ولا أنصاره ولا من هم على هواه السياسى فى طريقة إدارة البلاد.

أما فى المرة الثانية، فإن تصريحات السيسى بدت كأنها محاولة لاستعادة التوازن مرة أخرى بين القوى المتصارعة على حكم مصر، فغضب هؤلاء الذين فرحوا فى المرة الأولى وظنوا أن الجيش جاهز للتدخل، وفى المقابل عادت الابتسامة المطمئنة إلى هؤلاء الذين تحفزوا من قبل وظنوا أن الجيش ينحاز سياسيًا لمعسكر القوى المدنية، وخرج عصام سلطان ليؤكد رسالة السيسى ويكشف لـ«اليوم السابع» فى عدد أمس عن لقاء بين حزب الوسط وقيادات الجيش يقطع بعدم التدخل مجددا فى أى حال وتحت أى ظرف.

الأزمة هنا ليست فى تصريحات السيسى نفسه، وليست فى الموقف الذى تتخذه القوات المسلحة، لكن الأزمة فى هذا العوار الفكرى بين القوى السياسية التى لا تزال تنتظر حلا عسكريا حاسما وجامعا ومانعا يختصر كفاحها لمقاومة سيطرة قوى واحدة على حكم مصر، وتترقب دورا للجيش بنفس السيناريو الذى جرى مع مبارك، والعوار أيضا فى القوى الإسلامية التى تريد أن تطمئن سريعا إلى عدم تكرار هذا السيناريو حتى يحلو لها تصفية معارضيها بهدوء ليستقر لها حكم مصر.

الأزمة هنا ليست فى تصريحات السيسى نفسه، فالرجل يريد فى النهاية أن يكون جيش مصر لحماية الأمن القومى وليس ورقة لتحقيق التوازن فى الصراع على الحكم، ولو كان الجيش يرضى بأن يلعب دور الورقة السياسية فى هذا الصراع لقام بلعب هذا الدور لصالح مبارك نفسه خلال الثورة، على الأقل كان مبارك ابنًا للمؤسسة العسكرية وليس دخيلا عليها أو خصما لها أو متآمرا على استقرارها، ومن ثم فإن التناقض ليس فى تصريحات السيسى، بل فى الطريقة التى يحلو لكل طرف أن يفسر بها تصريحات الرجل على المزاج السياسى لكل فصيل.

الجيش لا يريد شيئا سوى إزالة آثار العدوان الذى تعرض له خلال ثمانية عشر شهرا بعد الثورة، ولا يحلم إلا باستقرار قاعدته الشعبية على أهداف وطنية وليس على مزاج القوى السياسية، ولا يتطلع إلا لمقاومة كل المؤامرات التى تعمل على تفكيك القوات المسلحة المصرية فى الداخل والخارج، وإن كانت مصر هى الغاية العليا للجميع فإننا يجب أن نساعد الرجل فى إزالة هذا العدوان على قواتنا المسلحة، وأن نتوقف عن تفسير تصريحاته سياسيا وحزبيا.

القوى المدنية يجب أن تساعد نفسها فى صراعها السياسى دون رهان على الجيش، والقوى الأخرى يجب أن تساعد جيش مصر على الاستقرار دون تفجير الوضع الداخلى إلى الحد الذى يبدو فيه الجيش هو الحل الوحيد.

اتركوا الجيش فى حاله، لأنه لم يعد لدى مصر ولدى العرب جميعا جيش يحتفظ بمكانته وقوته وشموخه سوى هذا الجيش، ارحموه من السياسة، وارحموه من التفسيرات الضيقة.
مصر من وراء القصد.





موضوعات متعلقة..

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": خيانة الإخوان لأحمد ماهر

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الإخوان وتزوير الانتخابات المقبلة

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الجهاز الإعلامى لرئيس الوزراء والجهاز الإعلامى لباسم عودة





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة