خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": استدعاء المقدس.. أم تدنيس المقدس

الأربعاء، 15 مايو 2013 08:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن أن نوجه اللوم لكاتب أو مثقف أو سياسى حين يستدعى نصا قرآنيا أو حديثا للنبى محمد صلوات الله عليه فى خطابه العام، فأولا وأخيرا لا مرجعية روحية وفكرية وحضارية أعظم من هذا المقدس الدينى يمكن الاستناد عليه أو التيمن به أو التبرك بدلالته الإنسانية، لكن هذه القاعدة لا تعنى بأى حال أن يكون هذا المقدس العظيم مجرد لعبة من ألاعيب وحيل السياسة للتأثير على الناس بغير الحق، أو توجيه الرأى العام إلى ما يتطابق مع المصلحة السياسية المباشرة لهذا الكاتب أو هذا المثقف أو هذا السياسى.

نحن انتقلنا إلى مرحلة خطرة من استخدام المقدس الدينى فى السياسة إلى الحد الذى صار كل فعل سياسى فى مصر مدعوما بدلالات دينية أو بأحاديث نبوية وحتى بنصوص قرآنية، الرئيس مرسى يفعل ذلك ليلا ونهارا، وحزب الحرية والعدالة يفصل الخطاب المقدس تفصيلا على مقاسه السياسى، ثم انتقلت الظاهرة أخيرا من الحرية والعدالة والأحزاب الدينية إلى صفوف الأحزاب المدنية نفسها، فصار طبيعيا أن تستمع لرئيس حزب سياسى يتحدث عن «فقه جهاد الحاكم الظالم» فى الإسلام ويقدم دلالات تطبيقية على الرئيس مرسى باعتبار أن مقاومة الرئيس مرسى ليس من الواجبات الوطنية فحسب، بل من الواجبات الدينية أيضا، وصار استخدام الآيات القرآنية ذات الدلالات السياسية والمجتمعية جزءا من الخطاب العام لكل من الأحزاب الدينية والأحزاب المدنية معا، ثم أصبح الإعلام المصرى يتراشق فى صراعاته على الشأن العام بالآيات القرآنية، وباستدعاء صور من السيرة النبوية للنبى الكريم وصحابته، هكذا انجرفنا إلى مرحلة تدنيس المقدس بصراعاتنا السياسية وتجاوز الأمر بكامله مسألة استدعاء هذا المقدس للتبرك أو للتفاؤل أو للفخر بهذا التراث النبيل.

أريد أن أذكر هؤلاء الذين صاروا يتراشقون بآيات القرآن، ويتصارعون بأحاديث النبى محمد «ص» أن القرآن العظيم نزل على قلب النبى محمد لهداية الناس إلى طريق التوحيد، وليس هداية الأحزاب إلى قصر الاتحادية، وأن هذا النص الربانى الخالد نزل للعالمين كافة ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وليس ليخرج أعضاء حزب النور لينضموا إلى حزب الوطن، أو ليدعم مشروع قانون الضرائب الذى يناقشه مجلس الشورى، أو لدراسة جدوى مشروع تنمية إقليم قناة السويس.

هذا النص المقدس جاء داعما للوحدة الإنسانية وليس ساحة للحرب والفرقة والاقتتال السياسى، وإن كنتم تحبون الله حقا، وتحبون كلامه من ضمائركم، فلا تدنسوا رسالته إلى الناس بأهوائكم السياسية، ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا، فالفرق هائل بين التجارة مع الله، مقابل التجارة بآيات الله مع الناس.





موضوعات متعلقة..

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": خيانة الإخوان لأحمد ماهر

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الإخوان وتزوير الانتخابات المقبلة

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الجهاز الإعلامى لرئيس الوزراء والجهاز الإعلامى لباسم عودة

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": تصريحات الفريق السيسى

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": استدعاء المقدس.. أم تدنيس المقدس





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة