فى 2004 تأسست الحركة المصرية من أجل التغيير «حركة كفاية»، وكان من أهم أهدافها إزاحة الرئيس مبارك من الحكم، والوقوف ضد مشروع التوريث لنجله جمال مبارك، وهو ماحدث بعد خروج الملايين من المصريين فى 25 يناير2011 فى الشوارع ونتج عنه تنحى الرئيس السابق عن الحكم، ونجحت كفاية فى أن تحصد ثمار 7 سنوات من الكفاح السلمى، استخدمت كفاية وقتها كل الطرق واعتمدت على أساليب جديدة لم تكن معروفة فى ذلك الوقت، حيث وصفها نظام مبارك - كما يقول المدون محمود الزهيرى- بـأبشع الألفاظ ومنها أن كفاية «حركة شعبية فاضحة»، حيث اعتمدت على سياسة التجريس والتفضيح لسلطة الفساد الحاكمة، وكان لهذه السياسة آثار عظيمة فى المجتمع المصرى أدت إلى نتائج مبهرة فى بدايات ظهور حركة كفاية على الساحة السياسية والاجتماعية المصرية، وامتدت آثارها إلى خارج القطر المصرى عابرة حدود الإقليم المصرى إلى حدود قطرية أخرى، تعانى من نفس الفساد الممروض به المجتمع المصرى، وفى الحقيقة المؤلمة أن حركة كفاية صارعت وحدها كما هائلا من الفساد صناعة السلطة المصرية، بما يحتويه بين أجنحته من تيارات سياسية ومهنية متعددة وهو ماجعل للحركة تواجدا وشعارات نارية فى الشارع، رغم كل الهجوم الذى اتبعه نظام المخلوع مبارك على قيادات كفاية.. إلا علامة النصر بعد سقوط نظام المخلوع، كانت هى الرد العملى على هذا النظام الفاسد.
وفى 2012 وعقب تولى الرئيس الإخوانى محمد مرسى حكم البلاد بفارق عدد ضئيل من الأصوات عن منافسه الفريق شفيق، ومحاولة مكتب الإرشاد بقيادة بديع والشاطر أخونة مصر، بدأت تخرج حركة «تمرد» من بطن «كفاية» وتنتهج نفس النهج السلمى فى إعلان التمرد على حكم مرسى الذى اعتبروه غير شرعى، وأنه لا فرق بين مبارك ومرسى ولذا فإن فكرة جمع التوقيعات لإسقاط مرسى هى طريقة استخدمتها كفاية لإسقاط مبارك، وتجتهد الآن «تمرد» فى جمع ملايين من التوقيعات لإجبار مرسى على التنحى، وهو ما ترفضه جماعة الإخوان، وتفتح النار على أعضاء الحركة بل ويؤكدون أن تجربة كفاية فى إسقاط مبارك، لن تتكرر مع مرسى بزعم أنه رئيس منتخب، وهو ماترفضه حركة تمرد، وتؤكد أنها قادرة على الإطاحة بمرسى وهز عرشه والقضاء على حكم المرشد والجماعة، فهل ستنجح تمرد فى تكرار تجربة كفاية، أم سينجح الإخوان فى تشويه هذه الحركة الشبابية؟.