سهير جودة

الشعب المحتار

الخميس، 16 مايو 2013 09:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«إذا كنت لا تستطيعين إقناعه فحيريه» إنها مقولة عميقة للرئيس الأمريكى «هارى ترومان»، وكان يقصد بها علاقة المرأة بالرجل، ومنذ بدء الخليقة والمرأة مغرمة بحيرة الرجل، والرجل يتفنن فى حيرة المرأة لتبقى الحيرة اللحن الأساسى فى العلاقة بينهما، والجماعة الحاكمة فى مصر الآن تعمل بفلسفة وحكمة «الحيرة» - التى ما بعدها حيرة - بعدما فشلت فى إقناع الشعب وترويضه الذى كانت تظن أنه مروض أصلا بالجهل وإقناعه بزجاجة زيت وكيس من السكر يكفى وزيادة، اختارت طريق الحيرة جماعة وحكومة ومكتب إرشاد واتحادية.
الجميع ينظر لنفسه فى المرآة صباحا ومساء وما بينهم ويقولون «ما أجملنى!» لا يوجد من هم أجمل منى، أنا الأجمل والأفضل وتستخدم الجماعة الحاكمة جميع تنويعات أفعل التفضيل، وكأن ما يحدث فى مصر الآن أفضل ما جاد به الزمان، وكأن الفلسفة الإسرائيلية «اكذب.. ثم اكذب... ثم اكذب ليصدقك الناس فتصدق نفسك» قد أصبحت مبدأ ومنهج الجماعة الحاكمة الآن، ولكن الناس لم تقتنع ولم تصدق، ولكن اقتناع الناس لا يهم الجماعة لأنها تصدق نفسها وتؤمن بقدرتها العبقرية التى لم يولد مثلها ولن.. أما الشعب الذى كتب عليه الحيرة والعذاب والغلاء وعدم وضوح الرؤية وعدم وجود نظام فهو يعرف أن هناك للاسف رئاسة ولكنها ليست رئاسة، فهى رئاسة شبه الرئاسة فلم يقتنع عموم الشعب المصرى بعد كيف جاء سكان الاتحادية؟ وهل هى مؤامرة خارجية؟ أم الجهل الذى هو أنجح مشروع قومى فى مصر؟ أم تزوير؟ وبالتالى أصبحت كلمة ديمقراطية تثير الشفقة... وكلمة «منتخب» أسوأ من منتخب مصر فى السبعينيات أما كلمة «مدنى» فهى خيال علمى، فالأفعال الرئاسية جميعها تتناقض مع كلمة «المدنى». إذن الرئاسة هى شبه الشىء وليست الشىء نفسه، والمعارضة يراها الشعب المحتار وكأنها معارضة، ولكنها ليست كالمعارضة.. هى معارضة شبه المعارضة، والفئة المحبطة من الشعب الثورى اكتشفو أنهم صنعوا الثورة لكنها أصبحت شبه الثورة، فهى لم تدم لمصر ولم تدم لهم، ولكنها ذهبت لمن لا يستحق، وشعب الكنبة يكره الثورة وأيامها وما جاءت به وليتها لم تكن، والفئة الكادحة تأكل نفسها فقرا وقهرا، والحكومة من الراس للساس تعيش بوهم العظمة ولهم فى الجماعة أسوة حسنة لا يملك أغلب من فيها مؤهلات إدارة جمعية تعاونية، فما بالك بالوزارة والكرسى وما أدراك ما الكرسى الذى يجذب الواهمين والطامعين الطماعين بأن لديهم القدرة وبأنهم الأفضل «وياما فى الوهم مساكين» ولكنهم يكابرون ويظنون بأنفسهم الكثير وهم «عجزة» والعجز إثم كبير لمن يعلمون، ولكن العلم غائب والوهم حاضر ومنتشر ومتوغل يأتى برئاسة ووزراء ومحافظين ومسؤولين يحملون الاسم فقط، أما الفعل فهو «كالحمل الكاذب» أو أشد وطأة، وعندما ينكسر طموح شعب تتبلد الإرادة ويستسلم للبلادة، ويصبح كل مواطن يغنى على إحباطه والإحباط يغنى على ليل مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة