القلب والله حزين. والنفس كلها مرارة. ليس فقط على حال الوطن بل أيضا على حالى وأحوال زملائى الصحفيين فى الصحف القومية الذين يتعرضون الآن لمذبحة حقيقية وقريبة إلى حد كبير، مما يراد له أن يكون مذبحة القضاء المصرى!
رفع مجلس الشورى المصرى، وهو لا مجلس ولا شورى، ولا مصرى، رفع أكمام جلبابه وأشهر سكين الذبح، ليستمر الإخوان فى مخطط أخونة الدولة، وذبح الخبرات الصحفية المصرية ودفنها وهى على قيد الحياة، بحجة بلوغ ما فوق سن الستين، وهو ما فعلوه معى ومع غيرى.
قال مجلس الشورى فض الله فاه.. باسم الله والله أكبر، وعلى بركة الله، نذبح هؤلاء الصحفيين المصريين، ذبيحة مباركة وتضحية بسيطة لابد منها، لكى يعيش الإخوان ودولة الإخوان، وفى صمت مريب تم ذبح كبار الصحفيين، فى الأهرام وأخبار اليوم، وتقرر الإلقاء بهم إلى الشارع، وقطع مرتباتهم، وتكسير أقلامهم ليواجهوا الحياة فى نهاية العمر بمعاش ألف جنيه، تزيد أو تنقص قليلا.
مذبحة الصحافة على يد الإخوان حذر منها الكاتب الكبير جمال الغيطانى، ونقيب الصحفيين السابق جلال عارف، لكنها حدثت، وسوف يكون لها بقية، حتى تسقط تماما كل الصحف القديمة الكبيرة، وتتحول إلى أبواق رسمية لحكم الإخوان، ويسقط كل قلم شريف.
عن نفسى لم يذبحنى مجلس الشورى الذى هو لا مجلس ولا شورى ولا مصرى، وهذا بلاغ للنائب العام، الذى حرض على ذبحى الأخ محمد مرسى رئيس الجمهورية بذات نفسه، وأقول الأخ وليس الرئيس، لأنى أكبر منه فى العمر، هو فى الثانية والستين، وأنا أكبر منه بسنة، وشوف بقى أكبر منك بيوم يعرف عنك بكام!
وإذا كانت الحكاية حكاية تطبيق قانون، فالأخ محمد مرسى فوق سن المعاش بسنتين، فهل يستطيع مجلس الشورى بتاع القانون أن يطبق القانون نفسه على الأخ مرسى ويذبحه لأنه تعدى سن المعاش ويجعله يقعد فى بيته احتراما للقانون، ولا أقبل أن يزعم لى أى إخوانى أن الأخ مرسى استثناء، هو مواطن مصرى بغض النظر عن جنسية أولاده الأمريكية. وكذلك أنا مواطن مصرى، أحمل اسم جدى الذى كان عضو مجلس النواب عن الوفد فى مصر القديمة، مرسى دخل السجن من أجل الجماعة، وأنا دخلت السجن معتقلا فى شبابى من أجل مصر.
وأنا فى الشارع المصرى طوال عمرى أكثر شهرة من الأخ مرسى الذى لم يعرفه المصريون سوى العامين الماضيين، هو كان فى أمريكا وقت أن كان الشعب المصرى يحرص على قراءة كلماتى كل سبت فى أخبار اليوم. وكتب العملاق مصطفى أمين أن الملايين يقرأون أخبار اليوم من الصفحة الأخيرة التى أكتبها.
الأخ مرسى يقابل ولا يزال مرشد الإخوان فى المقطم، وأنا قابلت السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله فى مقره السرى تحت الأرض فى بيروت. الأخ مرسى يقبل يد ورأس المرشد، وأنا هاجمت حسن نصر الله، وقلت له عندما هاجم بلدى: إلا مصر ياسيد!
دخل عباس محمود العقاد السجن بتهمة الإساءة إلى ملك مصر عندما صاح فى مجلس النواب، أن هذا المجلس قادر على سحق أكبر رأس فى البلاد، ودخل العقاد سجن الأجانب، وعندما زاره وزير الحقانية ليطمئن عليه، ظل العقاد راقدا على فراشه فى الزنزانه، وهو يضع ساقا على ساق، وحذاءه فى وجه وزير العدل!
وقد يعتقد الأخ محمد مرسى وجماعته أنه يمكن ذبح الصحفيين، ممكن لكنهم لن يتمكنوا أبدا من ذبح الصحافة المصرية، هذا عشم إبليس فى الجنة!
الله نفسه لن يرضى بالباطل..
وسوف تعيش الصحافة ويسقط الباطل.
سوف تنتصر الحرية، ما دام فى مصر شرفاء، وما بقيت فى مصر نوافذ شجاعة للحرية.. وها أنا أطل عليكم اليوم من نافذة حرية شجاعة مصرية.. باسم الله والله أكبر.. فشلت عملية ذبح محمود صلاح.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب
باسم الله و الله اكبر
عين العقل ما قلت يسلن لسانك
عدد الردود 0
بواسطة:
montaser
متشبسون بالكراسى
عدد الردود 0
بواسطة:
مفروسه
تعبنا من اشكالكم