خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": لماذا نسى الإخوان مشروع النهضة؟

الجمعة، 17 مايو 2013 09:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


هل تلاحظ أن قيادات جماعة الإخوان المسلمين سواء من هم داخل السلطة (رسمياً) فى الرئاسة والحكومة أو من هم خارجها (نظرياً) فى مكتب الإرشاد، أو بين صفوف «الحرية والعدالة» ونوابه فى مجلس الشورى قد أمسكوا تماما عن أى كلمة حول ما كان يسمى (مشروع النهضة)؟

التصريحات والحوارات الإعلامية وبيانات الحزب تتعامل بحذر مع هذا المصطلح (النهضة) وكأن هناك أوامر إعلامية بتفادى الإشارة لهذا الاسم عمداً لأسباب تعرفها الجماعة، فربما أدرك الحكام الجدد أن الرأى العام لم يعد يصدق أن هناك مشروعا من أساسه، وربما يتجنب قيادات الجماعة أجواء السخرية التى صاحبت المشروع خاصة مع المعلومات المتضاربة حول مضمونه وتفاصيله وجدواه، ومن ثم سيطرت أجواء من الصمت المريب حول كل كلمة (نهضة) فى الخطاب الصادر عن السلطة وأنصارها، وصرنا نتحدث عن مشروعات منفردة لا علاقة لها بما كان يسمى بمشروع النهضة، ولا رابط بينها وبين هذا (المشروع الانتخابى) الذى وعد به الإخوان شعب مصر خلال السباق الرئاسى.

لا تهمنى أسباب الإخوان فى حجب المصطلح إعلامياً، ولكن ما يهمنى هو هذه الجماهير التى صدقت وجود المشروع أصلاً خلال انتخابات الرئاسة، هذه الجماهير هى التى جرت تعبئتها نحو صناديق الانتخابات على أفكار غير مكتملة أو رؤى وهمية غير مدروسة لمستقبل مصر تحت هذا العنوان البراق، والمأساة أن الجماهير صدقت دون أن تقرأ، وبايعت دون أن تعرف، وظنت أن الإخوان لا يمكن لهم أن يكذبوا فى سبيل الانتخابات، وأن تقوى الله فى القلوب تمنع الجماعة من أن تتواطأ على خداع الناس بشعار مبهر دون أن يكون لهذا الشعار أى بنيان حقيقى (قابل للتنفيذ) تحت أيدى الجماعة.

الحقيقة التى تظهر الآن أمام الناس أن «النهضة» لم يكن سوى شعار انتخابى لا جذور له من الناحية الفكرية، وأن الجماعة لم تكن جاهزة بعد لإدارة أمور البلاد وفق رؤية واضحة ووفق غايات محددة، ومن ثم سقط قادتها فى فخ التخبط والارتباك، ففريق يريد استكمال مشروع التمكين التنظيمى فى جميع مؤسسات الدولة وتفصيل القوانين التى تخدم العمل السياسى للجماعة فى المستقبل، وفريق يريد الحلول السريعة للمشكلات اليومية لإنقاذ تجربة حكم الرئيس بأى ثمن، وفريق ثالث أصابه اليأس وصار نادما على ما فعلته السياسة بالجماعة ويتمنى العودة إلى صفوف الدعوة والنصح والإرشاد ولملمة أشلاء التنظيم الذى شردته السياسة، وفضحت أوهامه تجربة الحكم والإدارة والعمل البرلمانى.

الإخوان اليوم صاروا على يقين بأن براعتهم لا تتجاوز مسألة الحشد الانتخابى فى الصناديق، وجماهير الإخوان وأنصارهم ربما أدركوا أيضا أن الجماعة ليست على قلب رجل واحد فى تصورات الحكم، وأن الهرولة التى قادتهم إلى هذا المأزق ليست سوى خطأ استراتيجى فى تفكير مكتب الإرشاد منذ قرار الترشح، وحتى قرار الإعلان الدستورى.

الجماعة الآن أمام مفترق طرق، فإما أن تدرك حجم فقدان مصداقيتها فى الشارع وتسارع إلى إصلاح ما أفسدته القرارات الخاطئة، وإما أن تستمر فى العناد المنهجى الذى سيقودها حتماً إلى التفكك سياسياً، والانقراض دعوياً.

أما الذين صدقوا مشروع النهضة فى المرحلة الأولى فعليهم أن يعلموا أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وأنه إذا كان الوهم قد طال المشروع الأساسى للجماعة، فما بالك بما يتلوه من أكاذيب سياسية؟

اتقوا الله فى أصواتكم.







موضوعات متعلقة..

◄ خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": خيانة الإخوان لأحمد ماهر

◄ خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الإخوان وتزوير الانتخابات المقبلة

◄ خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الجهاز الإعلامى لرئيس الوزراء والجهاز الإعلامى لباسم عودة

◄ خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": تصريحات الفريق السيسى

◄ خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الرئيس والجماعة.. خلاف أم توزيع أدوار ؟!








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

أيمن حماد

مشروع النهضة الحقيقي لا الاخواني الوهمي

عدد الردود 0

بواسطة:

anass

عزيزي خالد صلاح

عدد الردود 0

بواسطة:

dr.khalid

نهضة الأخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

m_morsy7@yahoo.com

ارحمونا بقه

‏‎ ‎هههههه.إن كنت انت نسيت احنا ذنبنا ايه

عدد الردود 0

بواسطة:

منصور

الغباء الاعلامي

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد أبوراس

وَسِيلةٌ لم ولن تحقِّق غايةً تتهاوى أركانها (والله أعلم)

ولا تعليق؛ فلا تعليق (قف)

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري اصيل

رسالة إلى الاستاذ / خالد

عدد الردود 0

بواسطة:

اد مصطفى سليمان

بارك الله فبكم

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر الشافعى

اخيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

عجيبة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة