وكيف لرجل مثله.. تقاتل أبناء الوطن الواحد أمام قصره، واستحل الأخ وشريك الهم والفقر والمرض دم أخيه وجاره فى الشوارع المزدحمة والمواصلات المتهالكة بسبب قلة حيلته وجهل قراراته أن يفهم أبعاد مأساة اختطاف 7 جنود من أرض سيناء..
كيف لرجل مثله يدعى الإيمان والتقوى ولم تهتز شعرة فى رأسه لاستشهاد الحسينى أبوضيف وآخرين غيره بسبب إعلانه الدستورى، بينما انتفض غضبا للخدوش التى أصابت سيارات موكبه، أن يدرك فضيحة اختطاف 7 جنود من جيشه..
كيف لرجل مثلك يادكتور مرسى حنث بيمينه وكان أضعف وأعجز من أن يحقق وعده بالقبض على قتلة جنودنا الـ16 على حدود رفح أن يفهم جوهر الرجولة القائم على قدرة الرئيس - أى رئيس - فى الحفاظ على أرواح جنوده ورعيته وتحقيق وعوده والإيمان بأن كلمة الرجل سيف على رقبته..
«المريسة» يادكتور مرسى فى أصلها نوع من أنواع الرجولة، و«المريسة» ياسيادة الرئيس غير القادر على إقناع نفسه بأنه الرئيس الفعلى وتحرص على ترديدها فى كل خطبة حتى لا تنسى، لا تعنى أبدا أن ترى فى وقوفك داخل حقول قمح للتصوير والتباهى بسنابل لم يروها عرقك، قمة الإنجاز الذى يستحق حشد أنصارك من الإخوان للتهليل والتفخيم وكأن مصر لم تعرف طعم القمح من قبلك، وكأن الذى فعلته فى غيطان القمح لم يكن سوى مجرد تقليد سخيف وأعمى لمشهد فعله مبارك من قبلك داخل الحقول والغيطان ولكنه كان أزهد منك فى مسألة التهليل وافتعال الضجة التى تصور ظهور الرئيس بين «السنابل» كإنجاز تاريخى، بينما التاريخ نفسه سيعود بعض عشرات السنين ليرى فى هذه الصور مصنعا للسخرية وإعادة صياغة مفهوم خيال المآتة.
«المريسة» يادكتور مرسى أن تذهب إلى هناك.. إلى رملة سيناء، وتبحث داخل نفسك وروحك على بعض من الشجاعة والمسؤولية التى تمكنك من الوقوف ضاحكا مطمئنا مثلما وقفت بين حقول القمح تردد أغانى عبدالوهاب وتضحك على الناس بتصريحات عن إنتاج القمح وسواعد الفلاحين وخلافه..
الرجولة أن تخبر الناس الحقيقة.. الحقيقة التى تقول بأن نظامك أفشل وأضعف من أن يوفر لك زيارة آمنة إلى سيناء، وليس مثل الزيارة الأولى التى لم تستغرق سوى دقائق ومنعوك من دخول رفح لأنك لا تمتلك شجاعة الوقوف على الجبهة..
«المريسة» يادكتور مرسى جزء أصيل منها ألا تنعم أنت بكل الحراسة والتأمين لدرجة وصلت إلى هذا الشكل الهزلى والمسخرة التى شهدناها فى غيطان القمح من بوابات إلكترونية وعشرات الحراس وسجاجيد حمراء وكومبارس صامتون مهللون باسمك بدلا من أهالى بنجر السكر أصحاب الوجع الحقيقى، بينما جنود مصر هناك فى قلب رملة سيناء بلا حماية ولا طعام ولا أمان..
لا أعرف ياسيادة الرئيس الذى لم يقتنع بعد بأنه الرئيس الفعلى، من ضحك عليك وأقنعك بأن إنفاق مئات الآلاف على رحلة إلى غيطان القمح للتباهى بمحصول قمح ناتج من مشروع مبارك لشباب الخريجين، أهم وأكثر فائدة وتقربا للناس من إنقاذ حوالى 200 ألف فلاح معرضين للسجن بسبب تعثرهم فى سداد ديونهم لبنوك الحكومة.. أنت أصلا ربما لا تتذكر أنك قبل الغرق فى خمر السلطة كنت قد وعدت هؤلاء الفلاحين بإنقاذهم من عثرتهم وكعادتك أهملت وعدك ليترسخ فيك قول النبى الكريم عليه الصلاة والسلام فى حديثه الشريف «وإذا وعد أخلف...».
ياسيادة الرئيس المدنى المنتخب، يامن تحظى برضا مكتب الإرشاد وتؤمن بأنه أهم من رضا الشعب ورب الشعب، ياقادم من داخل الصندوق، وأنت تعلم جيدا وأخبرتك الروايات التاريخية – إن كنت تقرأ غير الذى تفرضه عليك الجماعة - أن الصناديق لا تلقى دوما بالخير، وأن الصناديق كثيرا ما رزقت شعوب الأرض بالمخربين والطغاة، أعرف جيدا أنك ربما بل ومن المؤكد أنك لن تقرأ هذه الكلمات، ولكن من المؤكد أنك تشعر بها فى لحظة زمنية تائهة من تأثير السلطة عليك، لأن الطبيعة مشاعر الخزى والعار طالما صنعتها أعمالك وخلقتها قراراتك من المؤكد أنها ستنجح فى زيارتك يوما ما..!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
توت عنخ امون
الغباء نعمة من الله لبعض الناس
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الزناتي
كلمة جق في وجه سلكان جائر .....
عدد الردود 0
بواسطة:
nasser abureada
راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
تحية أجلال وتقدير
عدد الردود 0
بواسطة:
hendali
حسبنا الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
خيرى و رشاد و بدوى ...
مقال رااااااائع ...
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف محمد رضا
حسبى الله ونعم الوكيل فى كل أعدائك يامصر
عدد الردود 0
بواسطة:
sherin
THANK YOU
عدد الردود 0
بواسطة:
شاكوش قديم
نفسي قبل ما أموت
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
لم يكن........ولن يكون