مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه الجريمة لا تفاوض فيها، ولا ينبغى أن يكون. وهذه الأرض المنتهكة فى سيناء لا مصالحة فيها على جثة مصر وأمنها، ولا ينبغى أن تكون. وهذه الوحدات العسكرية التى تتحرك نحو سيناء، أو تلك القائمة على أرضها بالفعل، لا ينبغى أن تتردد فى تحرير جنودنا المختطَفين بأى ثمن، على نحو ينتزع الخوف الذى يترسخ يوما بعد يوم فى قلوبنا على أمن مصر، وبطريقة تتناسب مع مساحات القلق التى يعيشها كل بيت فى هذا البلد بعد هذا النبأ المخيف.
رد فعل السلطة حتى الآن لم يكن يتناسب مع قسوة الجريمة، فلا يوجد هنا موضوع للمساومة، أو قضية محل خلاف، أو أزمة تستدعى الخلاف فى الرأى، وإن كان هناك ثمة خطة أو تصورات لفعل حقيقى على الأرض، فإننا نأمل أن تكون بالمستوى الذى يليق بشعب، لا ذنب له فى انكسار هيبة الدولة فى السياسة، وفى الأمن، وفى الاقتصاد، وفى كل شىء.. شعب لم يكن يتصور أن حلمه نحو التغيير، وثورته من أجل الديمقراطية، سيعريان كل مؤسسات الدولة بهذا المستوى، وسيكشفان عورات البناء الأمنى فى البلاد بهذه الصدمات المؤلمة، وسيكشفان عن مستنقع التخبط، والتفكيك، والارتباك، وانعدام الرؤية، وبلادة رد الفعل فيما يتعلق بأمننا القومى.
لا تطلبوا المغفرة من هذا الشعب الآن، إن لم يعد هؤلاء الجنود سالمين إلى عائلاتهم، ولا تطلبوا الرحمة من شعب لا يزال يتجرع مرارة الألم على شهداء رفح، فيما يعرف هذا الشعب أن الجناة الحقيقيين طلقاء فى ربوع سيناء، ويعرف أيضا أن المسؤولين السياسيين عن هذه الجريمة، لا يزالون طلقاء أيضا فى أروقة الحكم، وعلى عروش السلطة.
لا تُصالحوا القتلة، لأن كتائب القتل ستخرج كل يوم فى دوامات جديدة للدم، ولا تُصالحوا الخاطفين، لأن عواصف الخطف، وابتزاز الدولة، وانكسار هيبة هذا البلد، ستقتلع كل ما تبقى لنا من أمل فى البناء، وفى المستقبل، وتفرغوا لهذه المأساة لتصفية بؤر الإجرام فى سيناء، ومطاردة الأيدى الآثمة على أراضيها، فهذا أعز وأكرم من التفرغ لتصفية القضاء، أو ضرب أحزاب المعارضة من الداخل، أو تفصيل القوانين وفق الأهواء الخاصة.
كرامتكم هناك على أرض سيناء، وعزتكم فى عودة هؤلاء الجنود مرفوعى الرأس، وإن لم تفعلوا.. فلا تنظروا فى أعين نساء هذا البلد أبدا.
فكيف تنظر إلى عينى امرأة، أنت تعلم أنك لا تستطيع حمايتها.
ربنا معانا.
موضوعات متعلقة..
◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": أرواح الناس فداءً لمشروع التمكين
◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": لماذا نسى الإخوان مشروع النهضة؟
◄ خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الرئيس والجماعة.. خلاف أم توزيع أدوار ؟!
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الحميد
اللة عليك يا أ\ خالد
واللة مقال رائع جدا وقلت فية الخلاصة
عدد الردود 0
بواسطة:
م/عمرو
لا ينبغى أن تتردد فى تحرير جنودنا المختطَفين بأى ثمن
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
سلمت يداك
يا رب الناس تفهم ويأخذوا اجراءات فورية وحاسمة
عدد الردود 0
بواسطة:
لنا الله
لاتنتظر الخير طالما بقيت هناك حسابات اهم من مصر وابنائها وامنها
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
الخيانه
عدد الردود 0
بواسطة:
أسامة
طريقة حبيب العادلى
عدد الردود 0
بواسطة:
استغاثة الى الفريق أول عبد الفتاح السيسى
استغاثة الى الفريق أول عبد الفتاح السيسى
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال
سينا لم تكن أبدا امنه ، وفي عهد مبارك وتحت ظل سيطره امن الدوله
عدد الردود 0
بواسطة:
ريح ضهرك
موافقك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حسن
نعم هذا أحساس كل مصرى تجاه هؤلاء القتله المجرمون ولابد من عقابهم أشد العقاب