محمد الدسوقى رشدى

فزورة الأسبوع: لا «بيهش» ولا «بينش».. بس منتخب؟!

الأحد، 19 مايو 2013 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأن أكثر من 72 ساعة مضت ولم نشهد تحركا رئاسيا على مستوى حدث خطف جنود الجيش المصرى من سيناء، وفى وقت المصائب الكبرى حينما تغيب التحركات الرئاسية التى تملأ عين المواطن وتشعره بالرضا والأمان يتحول من فى القصر الرئاسى من رئيس إلى خيال ظل ويحصل شعبيا على لقب الرجل «البركة» اللى لا «بيهش» ولا «بينش»..

كنت أريد أن أكتب إليك ما هو أكثر عن هؤلاء الذين لا يخافهم «الذباب»، ولكن يبدو أن المقال الذى حمل عنوان «درس مرسى فى أصول المريسة» قد أغضب الإخوان وشبابهم كثيرا للدرجة التى دفعت بعضهم لخلع رداء تمثيل الأدب وإطلاق العنان لألسنتهم الحقيقية فى السب والشتم والتهديد بكل ما هو «قبيح وأبيح» من الشتائم فى لحظة تجلى لمعدن أخلاق أفراد الإخوان المسلمين الحقيقى، ولأن شتائم القطعان تتحول إلى نياشين على الصدور، فدعنى أستأذنك عزيزى القارئ فى إعادة نشر سطور المقال السابق ذكره مرة أخرى، لعل فى كلماته دواء للعقول المصابة بصدأ العبودية..

وكيف لرجل مثله.. تقاتل أبناء الوطن الواحد أمام قصره، واستحل الأخ وشريك الهم والفقر والمرض دم أخيه وجاره فى الشوارع المزدحمة والمواصلات المتهالكة بسبب قلة حيلته وجهل قراراته أن يفهم أبعاد مأساة اختطاف 7 جنود من أرض سيناء..
كيف لرجل مثله يدعى الإيمان والتقوى ولم يستيقظ ضميره لتعذيب الجندى أو قتل أبوضيف، بينما يغضب بسبب الخدوش التى أصابت سيارات موكبه، أن يدرك فضيحة اختطاف 7 جنود من جيشه..

كيف لرجل مثلك يادكتور مرسى حنث بيمينه وكان أضعف وأعجز من أن يحقق وعده بالقبض على قتلة جنودنا الـ16 على حدود رفح أن يفهم جوهر الرجولة القائم على قدرة الرئيس - أى رئيس - فى الحفاظ على أرواح جنوده ورعيته وتحقيق وعوده والإيمان بأن كلمة الرجل سيف على رقبته..

«المريسة» يادكتور مرسى فى أصلها نوع من أنواع الرجولة، و«المريسة» ياسيادة الرئيس، لا تعنى أبدا أن ترى فى وقوفك داخل حقول قمح للتصوير والتباهى بسنابل لم يروها عرقك قمة الإنجاز الذى يستحق حشد أنصارك من الإخوان للتهليل والتفخيم وكأن مصر لم تعرف طعم القمح من قبلك، وكأن الذى فعلته فى غيطان القمح لم يكن سوى مجرد تقليد سخيف وأعمى لمشهد فعله مبارك من قبلك داخل الحقول والغيطان ولكنه كان أزهد منك فى مسألة التهليل وافتعال الضجة التى تصور ظهور الرئيس بين «السنابل» كإنجاز تاريخى، بينما التاريخ نفسه سيعود بعض عشرات السنين ليرى فى هذه الصور مصنعا للسخرية وإعادة صياغة مفهوم خيال المآتة.

«المريسة» يادكتور مرسى أن تذهب إلى هناك.. إلى رملة سيناء، وتبحث داخل نفسك وروحك على بعض من الشجاعة والمسؤولية التى تمكنك من الوقوف ضاحكا مطمئنا مثلما وقفت بين حقول القمح تردد أغانى عبدالوهاب وتضحك على الناس بتصريحات عن إنتاج القمح وسواعد الفلاحين وخلافه.. والرجولة أن تخبر الناس الحقيقة.. الحقيقة التى تقول بأن نظامك أفشل وأضعف من أن يوفر لك زيارة آمنة إلى سيناء.
«المريسة» يادكتور مرسى جزء أصيل منها ألا تنعم أنت بكل الحراسة والتأمين لدرجة وصلت إلى هذا الشكل الهزلى والمسخرة التى شهدناها فى غيطان القمح من بوابات إلكترونية وعشرات الحراس وسجاجيد حمراء وكومبارس صامتون مهللون باسمك بدلا من أهالى بنجر السكر أصحاب الوجع الحقيقى، بينما جنود مصر هناك فى قلب رملة سيناء بلا حماية ولا طعام ولا أمان..

لا أعرف ياسيادة الرئيس الذى لم يقتنع بعد بأنه الرئيس الفعلى، من ضحك عليك وأقنعك بأن إنفاق مئات الآلاف على رحلة إلى غيطان القمح للتباهى، أهم وأكثر فائدة وتقربا للناس من إنقاذ حوالى 200 ألف فلاح معرضين للسجن بسبب تعثرهم فى سداد ديونهم لبنوك الحكومة.. أنت أصلا ربما لا تتذكر أنك قبل الغرق فى خمر السلطة كنت قد وعدت هؤلاء الفلاحين بإنقاذهم من عثرتهم وكعادتك أهملت وعدك ليترسخ فيك قول النبى الكريم عليه الصلاة والسلام فى حديثه الشريف «وإذا وعد أخلف...».
يا سيادة الرئيس المدنى المنتخب، يا من تحظى برضا مكتب الإرشاد وتؤمن بأنه أهم من رضا الشعب ورب الشعب، ياقادم من داخل الصندوق، وأنت تعلم جيدا وأخبرتك الروايات التاريخية – إن كنت تقرأ غير الذى تفرضه عليك الجماعة - أن الصناديق لا تلقى دوما بالخير، وأن الصناديق كثيرا ما رزقت شعوب الأرض بالمخربين والطغاة، أعرف جيدا أنك أنك لن تقرأ هذه الكلمات، ولكن من المؤكد أنك تشعر بها فى لحظة زمنية تائهة من تأثير السلطة عليك، لأن الطبيعة تقول بأن مشاعر الخزى والعار التى تصنعها وتخلقها أعمال الإنسان وقراراته أحيانا ما تزوره وتطرق باب ضميره إن بقى فى ضميره بعض من اليقظة..!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة