«مصر دولة مش تكية»، شعار رفعه الجنود الغاضبون الذين تجمعوا الجمعة الماضى وقرروا إغلاق معبر رفح بالقوة، ومنع عبور الفلسطينيين فى الاتجاهين.
الجنود الغاضبون بعد خطف 7 من زملائهم فى سيناء، قرروا قلب الترابيزة على الذين يفاوضون المجرمين، وعلى الجماعة التى سمحت لحماس بأن تكون مؤثرة فى سيناء، وعلى الداخلية التى تضعف قبضتها شيئا فشيئا على شبه الجزيرة، وعلى سائر أجهزة الأمن التى ارتضت التسويف والانتظار بعد مقتل جنودنا فى رفح وهم صائمون.
الجنود الغاضبون وجهوا رسائل قوية إلى رئيس الدولة محمد مرسى، وإلى كبار مساعديه، بأنهم لن يسمحوا بفتح المعبر مرة أخرى حتى عودة الجنود المختطفين، وتوعدوا باستخدام قوتهم وسلاحهم لمنع أى محاولة لفتح المعبر قبل إعادة الجنود الغائبين. ولكن لماذا توجه الجنود الغاضبون إلى معبر رفح وإغلاقه، بدلا من استهدافهم العشائر التى خطفت الجنود للمطالبة بإطلاق سراح عدد من السجناء المتهمين فى قضايا جنائية؟
سؤال لافت خطر على بالى وأنا أبحث عن الصلة بين حادث الخطف ومعبر رفح، بوابة التواصل مع أهالينا فى غزة تحت حكم حماس، لكنى وجدت الرابط فى خبر آخر يفيد بعقد اجتماع مفاجئ بين قيادات أمنية مصرية رفيعة، وقيادات من حركة حماس بالعريش، لبحث عدة أمور، من بينها الجنود المختطفون، فما العلاقة بين حماس والجنود المختطفين؟ ولماذا يجتمع الأمن المصرى مع قيادات حمساوية لبحث أمر هو فى صلب أعمال السيادة المصرية؟
لا أريد أن أسير على المنوال الغاضب للجنود الذين أغلقوا معبر رفح فى شبه اتهام لحركة حماس بمد أصابعها واللعب فى أمننا القومى مباشرة، أو عبر وسطاء من البدو الذين تربطهم علاقات تجارية مشروعة وغير مشروعة بأباطرة الحركة، ومستعدون لمشاركتهم تنفيذ التكليفات والمهام النظيفة وغير النظيفة، ومع ذلك لا أعول فى مسألة سيناء، وإعادة الضبط والربط إليها، إلا على هؤلاء الجنود وغضبهم النبيل.