منذ 12 عاماً.. أطلقت دبى منتدى الإعلام العربى وجائزة الصحافة العربية بالتزامن مع تأسيس نادى دبى للصحافة، ودارت تساؤلات كثيرة عن قدرة دبى، تلك الإمارة الصغيرة فى تنظيم مؤتمرات ومنتديات عربية كبرى، تتفوق بها على دول عريقة أجدر بمثل هذه الفعاليات الضخمة.
دبى كعادتها واجهت التحدى، واستطاعت أن تحقق النجاح بامتياز فى جعل المنتدى والجائزة منصة انطلاق حقيقية للإبداع والتنافس، بفضل رؤية حاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذى يقود فريقا حكوميا غالبيته من الشباب، يعمل وفق منظومة متناغمة فى إطار خطة تطوير وتنمية شاملة للإمارة التى تحولت إلى مدينة للدهشة والإبهار فى كل أفكارها ومشاريعها السياحية والتجارية والإعلامية والثقافية، رغم الأزمات التى تعرضت لها فى السنوات الأخيرة، والتى راهن البعض على أن تكون عاملاً فى تعثر دبى فى استكمال مسيرتها الطموحة.
منتدى الإعلام العربى منذ انطلاقه جمع مئات من الساسة والمفكرين والمبدعين والإعلاميين العرب، وكان دائماً - ومازال - مناسبة وفرصة كبيرة للالتقاء وتبادل الأفكار وطرح هموم وقضايا المهنة وتحدياتها، أما الجائزة فقد حققت أهدافها فى ترسيخ مبدأ التنافس الشريف بين الصحفيين العرب، واكتشاف المواهب الصحفية العربية، وحثهم وتشجيعهم نحو مزيد من الإبداع والتطوير، وحتى الدورة الأخيرة التى أقيمت يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين، تم تكريم نحو 199صحفيا وصحفية من مختلف الدول العربية، فالجائزة - كما قالت السيدة منى المرى المدير العام للمكتب الإعلامى فى حكومة دبى - أصبحت فى خدمة الإبداع، وشاطئ للتميز كما وصفتها الزميلة العزيزة منى بو سمرة مدير نادى دبى للصحافة.
فى كل دورة.. مصر دائماً حاضرة برموزها الوطنية الكبرى تكريما أو مشاركة، وأضاف وجود فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومعه فضيلة المفتى الدكتور شوقى عبد الكريم فى الأسبوع الماضى حضورا متميزا، ونالا الاحتفاء البالغ من المسؤولين بالإمارة، مع الدكتور نبيل العربى أمين عام الجامعة العربية، والدكتورة ميرفت التلاوى أمين عام المجلس القومى، ومشاركة المتميز باسم يوسف.. والرسالة بالطبع كانت واضحة، فمصر الفكر والإبداع والثقافة تبقى دائما فى قلب كل عربى رغما عن أى صعوبات وأزمات سياسية.
دبى الصغيرة فى المساحة، تثبت كل مرة أنها كبيرة فى أفكارها وطموحها الذى لا حد ولا سقف له، تمنح الأمل فى تحقيق الحلم الذى يبدو أحيانا للآخرين مستحيلاً.