سطر الفنانون رسالة بالدموع للفريق عبدالفتاح السيسى فى احتفالية تحرير سيناء، كانت أقوى من كل الكلمات والأغانى والألحان، مفادها «خايفين على مصر وقلبنا وجعنا عليها».. رسالة عفوية مفاجئة لم يكن مرتبا لها، وإنما جاءت وليدة اللحظة، لكنها أبكت أيضا من شاهدوها لعدة أسباب.. فهى -أولا- تجسد الإحساس بالخطر على مصر ومستقبلها والخوف من المجهول.. وثانيا تؤكد الثقة الكبيرة فى القوات المسلحة وأنها المنقذ والأمل، وثالثا تعظّم المكسب الكبير الذى تحقق للقوات المسلحة بعد تسليم السلطة وهو «استعادة الثقة»، واختفاء الهتاف السخيف «يسقط يسقط حكم العسكر»، وأصبح كثيرون مقتنعين بأن حكم العسكر هو الحل.
استعادت القوات المسلحة الثقة بعبارة رائعة قالها السيسى «تتقطع إيدينا قبل ما تتمد على واحد فيكم»، وحدث هذا على أرض الواقع قولا وفعلا فى أحداث كثيرة، ولعلنا لا ننسى الأداء الرائع للجيش عندما أعلن أهالى مدن القناة التحدى الكبير لقرار حظر التجوال، وتصدى الجيش لمهام حفظ الأمن وحماية المنشآت العامة، وانحاز للشعب ولم تحدث أى مواجهة ولم يطلق رصاصة أو خرطوشا، رغم ضخامة التظاهرات والعصيان المدنى، ومضت الأزمة بسلام دون إراقة دماء أو سقوط شهداء، ولم تأخذ هذه المعالجة الحكيمة حقها من الدراسة والتحليل، لعلها تكون نموذجاً لقوات الشرطة فى تعاملها مع مثل هذه الأحداث فى المستقبل.
«خايفين على مصر» ليست عبارة إنشائية قالها أحد الفنانين فى لحظة انفعال، لكنه الخوف المشروع عندما تتعقد المشاكل والأزمات ويفشل النظام السياسى فى احتوائها ومواجهتها والتصدى لها، خوف من الأزمة الاقتصادية والانفلات الأمنى والأخونة والمستقبل المجهول وعلى سلامة الوطن ووحدة أراضيه.. خوف القضاة والإعلاميين والسياسيين والمعارضين.. خوف من الكيانات السياسية التى انخرطت فيما يشبه لعبة «شد الحبل» مع الإخوان فى حلبة المصالح الشخصية.
الإخوان وشركاؤهم لا يريدون عودة الجيش للحياة المدنية، ومعارضوهم وخصومهم يبحثون عن طوق إنقاذ عن طريق عودة الجيش أما غالبية الناس التى عبرت عنها دموع الفنانين، ففى اعتقادى فلا يعنيهم هذا أو ذاك، لكن يهمهم أن يعود هذا الوطن آمنا ومستقرا وهادئا، بعيدا عن التشدد والتطرف والتناحر والصراع والتكالب والتفتيت، وهى المعانى التى التقطها بسرعة الفريق السيسى، موجها رسائل شديدة الدلالة بأن جيش مصر لن يكون إلا لمصر، محافظا على وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، ولن يرفع سلاحا إلا فى وجه أعداء مصر التى يجرى حبها فى عروق الضباط والجنود.. بما يعنى أن جيش مصر لن يكون طرفاً فى صراع سياسى، ولن يعمل لصالح فريق ضد فريق. لقد انتهت الفترة الانتقالية بحلوها ومرها، وتحملت القوات المسلحة ما لا يطاق لتجتاز البلاد زلزال الثورة وتوابعه، وجاهدت جهادا مريرا حتى تمنع الأذى عن المصريين، وكانت خط الدفاع الأخير الذى جنب الوطن مخاطر السقوط، ونجحت فى أن تنأى بنفسها عن حروب الاستنزاف السياسى، التى اشتد وطيسها بين الخصوم السياسيين، كل يبكى على ليلاه، دون أن يكونوا مهمومين بليل مصر الطويل المظلم.. ورغم ذلك فقد وجدت الظلم وسوء الظن من كثيرين تظاهروا ضد حكم العسكر ونادوا بسقوطه، فعادوا إلى ثكناتهم لأداء المهمة المقدسة فى حماية الوطن وسلامة أراضيه.
دموع الفنانين قالت للسيسى: «خلى بالك من مصر».. ورد عليهم: «لا تخافوا على مصر» فلها درع وسيف وأبناء مخلصون لا يبخلون عليها بأرواحهم ودمائهم.. أما الرسالة التى لم ينطق بها بلسانه بل بمشاعره: خلوا بالكم إنتم من مصر.. يا مصريين!
عدد الردود 0
بواسطة:
يسقط يسقط حكم المرشد !!
لأ !!..........وانتا الصادء بءا !!.........يا اكرم كان فيه رسالة تالتة بين السطور 11111111
عدد الردود 0
بواسطة:
الجزار
الاستاذ كرم جبر