خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": القنوات الدينية ومأساة جنودنا فى سيناء

الثلاثاء، 21 مايو 2013 09:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


ياإلهى.. كيف حظيت قضايا عبدالله بدر، وأبوإسلام، وأبويحيى بانتفاضات ساخنة فى القنوات الدينية، وساعات من الجدل التليفزيونى «من طرف واحد طبعا»، حول تفسيق المجتمع، وتكفير النخبة، وشتيمة الإعلام «الليبرالى الفاجر»، والدفاع عن «شيوخ الأزمات النسائية والطائفية» تحت شعار الدفاع عن الإسلام ورموزه؟، ثم لم يحظ جنودنا فى سيناء بدرجة مساوية لهذا الحماس الدينى فى تلك القنوات التى تنسب نفسها لهذا الدين، وتوهم العالم بأنها تعمل فى سبيل الله والوطن.

لو كان الله غاية هنا.. ما تجاهلتم رسالته بالرحمة إلى الناس. ولو كان الوطن هدفا هنا.. ما تركتم قضية خطف الجنود فى سيناء وتفرغتم للهجوم على الإعلام فى معالجته لهذه المأساة، وكأن هؤلاء الجنود لا يمثلونكم وطنيا، وكأن تلك الحفنة المختطفة من كبد هذا البلد وقلبه وأحشائه، لا تعنى لكم شيئا، وكأن الدفاع عن رئيس الجمهورية «وصبره وحكمته وذكائه الفذ» فى معالجة هذه الأزمة، هو القضية الأعز والأطهر من أمن هذا البلد، ومن كرامته وعزته، ومستقبل أبنائه.

من أنتم أيها السادة؟
مصريون مثلنا حقا؟! يؤذيكم ما يؤذى هذا البلد المعذب، ويبكيكم ما يبكى أبناءه فى ربوع هذه الأرض الطاهرة؟! أم أن الأوهام المذهبية والطائفية والاستعلاء الواهم بالفكر الأحادى، قد نزع من قلوبكم هذا الإحساس بالأرض والعرض والكرامة والوطن؟
من علمكم أن الدفاع عن الرئيس الملتحى أهم من الدفاع عن حدود مصر؟ ومن رباكم على أن قضية الضباط الملتحين أهم من قتل الجنود فى رفح أو خطف جنود آخرين فى سيناء؟ من أنشأكم على هذه الفكرة الجوفاء بأن الدين لا علاقة له بالوطن، وأن الوطن لا علاقة له بالدين؟

من أنتم أيها السادة؟
نحن كمسلمين مصريين، تعلمنا من هذا الدين أنه من مات دون أرضه فهو شهيد، ونحن كمسملين مصريين تعلمنا من النبى صلوات الله عليه أن مكة المكرمة أحب بلاد الله إليه على الأرض، لأنه كان مواطنا من مكة عاش فى دروبها وشعابها، ولم ينل من أهلها بأى قسوة، حتى حين دخلها فاتحا وتملك الرعب قلوب قريش من هذا الجيش المسلم الفاتح.
من أنتم أيها السادة؟

أحبوا أوطانكم لأن حب الوطن هو من فضائل هذا الدين العظيم، واشعروا بالغيرة على جنودكم، ودافعوا عنهم كما تدافعون عن أبوإسلام وأبويحيى بالحق والباطل، فوالله لا خير فيكم إن لم تتألموا مثلنا، ولا خير لهذا البلد إن بقيت هذه القنوات تترصد جهلا بكل فعل وطنى، وتشعر بالمؤامرة على الدين حتى من هؤلاء الذين يصرخون فى وجه السلطة يطالبونها بكرامة هذا البلد، وبكرامة أهله، وبأمن حدوده، وبأمن أبنائه فى الداخل.

نحن نتقرب إلى الله بحب بلادنا، وبالتزام تعاليم هذا الدين بقلوبنا وضمائرنا، فكيف تتقربون إلى الله بكرهنا، وبكره هذا البلد ومستقبله.
من أنتم أيها السادة؟






موضوعات متعلقة..

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": إلى المهندس خيرت.. العناد لم يكن ضمن ثقافة «مهاتير»

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": لا تُصالحوا مختطفى الجنود

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": أرواح الناس فداءً لمشروع التمكين








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة