خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": مبروك للرجالة.. العسكرى اللى فى الجيش والعسكرى اللى فى الأمن المركزى

الأربعاء، 22 مايو 2013 02:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كنت قد كتبت مقالى هذا فى العدد اليومى الصادر لليوم السابع بصياغته الحالية واعتبرت فى هذا المقال أن استعادة الجنود هى عنوان تقييم تاريخى لمؤسسات الرئاسة والقوات المسلحة والمؤسسة الأمنية، أما وأن جنودنا قد عادوا بفضل الله ورحمته، ولأننى أشعر بفرحة من قلبى بصرف النظر عما أطالب به من أهمية محاكمة الخاطفين وعقابهم، فإننى اكتفى بنشر هذا الجزء من المقال الذى يشير بوضوح إلى توحد مصر حين يكون الهم الوطنى أكثر إلحاحاً من الهم الحزبى والسياسى.

وفى تقديرى أنه لا يوجد بيت مصرى واحد لم يتحسر على ما أصاب الجنود السبعة فى سيناء، لم يفرق أحد بين عسكرى فى الجيش، وزميل له فى الأمن المركزى، لم يميز أحد بين المجندين فى الداخلية والمجندين فى القوات المسلحة، نسى أصحاب الثأر مع الشرطة أشهر التراشق بالحجارة والمولوتوف والدم ووقفوا صفاً واحداً وراء مطلب تحرير الجنود، ونسى هؤلاء الذين أدانوا المجلس العسكرى السابق فى حروب الشوارع، وعبر تاريخ القصف اللفظى على شاشات الفضائيات، أشهر الصراع والمواجهة وتوحدوا على مشاعر تحلم باستعادة هيبة الدولة أمام هذا الإرهاب الأعمى، وحتى هؤلاء الذين يتطلعون لخلع الرئيس مرسى، وعقد انتخابات رئاسية مبكرة وقفوا يتمنون من الرئيس ويطالبونه علناً أن يستخدم الحسم لإنقاذ الجنود، وإنقاذ البلد بكاملها من هذا الانفلات الأمنى، وهذا الإحباط الوطنى العام، ورغم كل الخلافات فإن أشرس معارضى الرئيس ربما يحلم بالحسم فى سبيل مصر بصرف النظر عن تأثير ذلك على شعبية الطرفين فى الصراع السياسى على السلطة، باستثناء حفنة من الجهلاء أصحاب الهوى، وحفنة من مدعى التدين الذين كفروا الجنود وبرأوا خاطفيهم، ظلماً وعدواناً.

ما أقرأه هنا من رحم الأزمة أن هذا الشعب جاهز دوما لأن يضع الخلافات السياسية تحت حذائه حين يصبح الهم الوطنى غالباً على كل القضايا، وأن المصريين باختلافاتهم العاصفة التى تفجرت بعد الثورة مؤهلون لوحدة الصف خلف غاية واحدة، بصرف النظر عن من ذا الذى يحقق لهم هذه الغاية، رئيس إخوانى أو رئيس اشتراكى أو رئيس ناصرى أو رئيس ليبرالى، المهم الآن فى كل بيت أن تبقى مصر عفية لا يمسها سوء، وأن تبقى مصر مرفوعة الرأس لا ينال منها عدو فى الداخل أو فى الخارج.

لكن الأهم على الإطلاق الآن هو أن يدرك الرئيس وأعوانه وحزبه وجماعته هذه القيم الوطنية فى قلوب شعب مصر، ويعرف أن هؤلاء الذين يخاصمونه فى الفكر، وفى أمور الحكم، ويقاومون التمكين التنظيمى الأجوف، إنما يحلمون فى الأساس بدولة وطنية راسخة مستقرة يحكمها القانون الذى يتوافق عليه الناس لا ما تتوافق حوله المصالح التنظيمية.

هذا الشعب لا يحلم بشىء سوى الحرية وفق قانون تصنعه إرادته الخالصة، وهذا الشعب الذى لا يفرق الآن بين جنود الشرطة وجنود الجيش، وينتفض غضباً من أجل كرامته الوطنية ويتوحد خلف مطلب مواجهة الخاطفين، هو شعب قادر على البناء بوعيه الوطنى، فتأملوا هذه اللحظة التاريخية أرجوكم وكونوا على قدر أحلام الناس.

بإمكان الرئيس أن يبدأ العمل فى سيناء فوراً وبإمكانه أيضاً أن يجمع الناس على أهداف مشتركة بدلاً من افتراقنا على الدم والثأر وتفصيل القوانين، يستطيع الرئيس ذلك إن أراد لوجه الله ولوجه مصر. إرادة الرئيس هنا هى العنوان الأساسى لبعث الثقة فى قلوب القضاة والإعلاميين والجيش والشرطة والثوار والأحزاب وجموع شعب مصر.

استثمروا الأزمة الآن للمصلحة العامة وليس للمصالح الحزبية الضيقة.. اكتفى بهذه الرسالة، وحمداً لله على سلامتكم يا رجالة.. وشكراً لكل الرجالة اللى استعدوا للموت فداءً لكم.

مصر من وراء القصد






موضوعات متعلقة:


◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": القنوات الدينية ومأساة جنودنا فى سيناء

◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": إلى المهندس خيرت.. العناد لم يكن ضمن ثقافة «مهاتير»

◄خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": لا تُصالحوا مختطفى الجنود





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة