بالطبع من حقنا أن نفرح ونسعد بعودة الجنود المصريين السبعة، سواء بإطلاق سراحهم، أو تحريرهم من أيدى الخارجين على القانون من الجماعات المسلحة الإرهابية فى سيناء، لأن جرح الكرامة المصرية كان غائرا، والإحساس بالمهانة والإهانة والعار والذل كان عميقا.
الشعب كان ينتظر البطل المخلص له من هذا العار الذى لحق بالدولة، وهز أركانها، وكسر هيبتها وسط تردد الرئاسة، وحرصها على «أمن وسلامة الخاطفين قبل المخطوفين»، الجيش بعزيمة رجاله هو المخلص دائما، وهو البطل الذى ينتظره الشعب فى مثل هذه الأزمات، عندما تصبح هيبة الدولة على المحك وتهدده المخاطر، وتحاول فئة ضالة ومنحرفة أن تتجرأ على سيادة الدولة. الجيش دائما يثبت أنه المؤسسة الوطنية الوحيدة القادرة على الردع والحسم والحزم فى لحظات الخطر.
الحشد العسكرى فى سيناء هو العامل الحاسم فى إنهاء الأزمة مرحليا على الأقل الآن وكانت رسالته قوية للإرهابيين، بأن أيادى الجنود تشهر السلاح، ولن تخفضه إلا بعودة الجنود كمرحلة أولى، والتحذير كان قويا للغاية برغم تصريحات التهدئة والارتباك الصادرة من «الاتحادية»، والمعلومات تؤكد أن رسالة تهديد واضحة من الجيش صدرت للإرهابيين بمهلة 48 ساعة للإفراج عن الجنود، وبالفعل وصلت الرسالة وصدر بيان للإرهابيين بأنهم لا يستهدفون جنود مصر، وإنما يستهدفون الجهاد ضد إسرائيل..!. على الأرض كان هناك جهد كبير من المخابرات الحربية، بالتنسيق مع أبناء سيناء الوطنيين والشرفاء، لتضييق مساحات الهروب أمام الإرهابيين، وسد المنافذ عليهم، فجاء إطلاق سراح الجنود دون إراقة نقطة دم واحدة.
وجود الجيش بعتاده وجنوده كان كافيا لهروب الإرهابيين كالفئران، وعدم الرضوخ لمطالبهم، فهو القوة الوحيدة القادرة على التعامل مع هؤلاء، والقوة الوحيدة التى تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وكل مصلحة.
إذا كان علينا أن نفرح الآن بعودة الجنود، فالفرحة لن تكتمل إلا بالقبض على هؤلاء الإرهابيين ومحاكمتهم، وتطهير أرض سيناء من الجماعات الجهادية والتكفيرية والإرهابية، وهذه هى المهمة الكبرى لجيشنا الآن، وهذا هو الجهاد الأكبر. التطهير بكل أشكاله من تدمير الأنفاق بين رفح وغزة مهما كان الثمن، وتجفيف منابع التمويل والتسليح للإرهابيين فى سيناء، ثم فتح ملف التنمية والتعمير لسيناء بمشروع قومى حقيقى، يتبناه الجيش ويشرف عليه، لأنه المؤسسة الوحيدة الآن التى يثق فيها الشعب المصرى فى تنفيذ المهام الصعبة.
تحية لجيشنا البطل على «خطة» تحرير وإطلاق سراح الجنود، وتحية لكل من شارك فيها، ولكن مهمة تحرير سيناء بالكامل هو ما ننتظره الآن حتى تكتمل الفرحة.