أيا كان موقفك من القضية، فلا شك سوف تفرح وأنت ترى الجنود المصريين يعودون لأهلهم سالمين، حتى لو احتفظت ببعض الأسئلة المهمة عن علاقات واتفاقات تحتية، وتنتظر الإعلان عن الخاطفين وعقابهم كما ينبغى، حتى لا يظل الأمر مكررا ومفتوحا.
الصورة الإيجابية أن الشعب والأجهزة تحركوا وانتقدوا وهاجموا لتتحرك كل الأجهزة والمؤسسات من أجل جنود، ليثبتوا لهم أنهم رمز لكرامة البلد، وأنهم يمثلون قيمة لهيبة الدولة وكرامتها، لكن أيضا كمواطنين مصريين. الأمر الذى يمثل النقطة الأهم أن يصبح المواطن، أى مواطن، قيمة فى ذاته، وهو أمر يجب أن يمتد لكل ما يخص المواطنين، حماية المواطن فى الخارج والداخل، فى المستشفى والمدرسة والشارع مهمة الدولة، ومن دونها تصبح الدولة بلا قيمة.
من حق الرئيس مرسى بصفته الشخص الذى كانت توجه له كل الانتقادات، ويتم تحميله المسؤولية أن يتلقى الشكر لأنه المسؤول الأول، ونفس الأمر بالنسبة لوزير الدفاع الفريق السيسى، والجيش وقوات الشرطة، فقد تلقوا انتقادات شديدة على التقصير الذى أدى إلى اختطاف الجنود.
وبقدر المسؤولية يكون الانتقاد، وأيضا يكون الإنصاف، لكن هذا الإنصاف للسياسة والجيش والداخلية يكتمل فى حال عدم تكرار هذه الأحداث، وإنهاء الأمن الضائع فى سيناء، والقضاء على أى مخططات إرهابية لعزل سيناء لصالح الجماعات الإرهابية التى تمثل بابا خلفيا لأجهزة استخبارات خارجية ومنظمات إرهابية. ولا يمكن تصور أن تقوم جماعة بعملية تتكلف ملايين أن تفقد فيها حياتها من أجل مطالب بالإفراج عن متهمين. وكما قلنا من الصعب أن يكون منفذو الخطف مواطنين، ولو كانوا فهم لا يعملون لصالح قضية محلية، بل لصالح جماعات الفوضى.
تحرير الجنود سيظل ناقصا ما بقى الخاطفون مجهولين، أو يهربون بجريمتهم، مما يشجع آخرين على تكرار الفعل المهين، وتواصل جماعات الإرهاب تنفيذ خطط مموليها فى عزل سيناء، وبناء قواعد إرهابية لتنظيمات تفقد مواقعها الآمنة فى الخارج.. لا توجد إهانة قدر اعتبار سيناء بلا صاحب.
سيظل الفرح ناقصا دون إنهاء الملف الأمنى فى سيناء، متزامنا مع الملف الاقتصادى والاجتماعى، وألا تظل سيناء مجرد منتجع سياحى يعيش فيه أهالى سيناء ضيوفا، وتظل التنمية مجرد حبر على ورق.
إذا كان على الجيش أن يعيد إنهاء وجود الجماعات والتنظيمات الإرهابية، فإن ذلك يفترض أن يتزامن مع تنمية حقيقية، ومجالس منتخبة تعيد التخطيط لتنمية سيناء. الأمن هو الباب الأساسى لأى تنمية، وجزء من الملف الأمنى هو أن يكون أهل سيناء شركاء فى خطط تنمية الاستثمار والتوظيف، وألا يتحول الأمر إلى لعبة انتخابية وسياسية تنتهى بخدعة.
مع كل التفاصيل والأسئلة يمكن اعتبار «كأننا» حررنا الجنود، لكن الفرح يكتمل بضمان عدم تكرار هذه الأحداث الإرهابية، والخطف والتهديد، لأن تكرار هذا يعنى مزيدا من الجرأة، والأهم هو القبض على المختطِفين وتقديمهم للعدالة، وإنهاء الملف الأمنى متزامنا مع الاجتماعى والاقتصادى، حتى تعود سيناء وتعود مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اين الردع والحسم - الرئيس يستعطف الارهابيين ويتسلم جنوده على قارعة الطريق
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عمر
بصراحه اول مقال منصف ليك واشاركك الرأي
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
ماذا نفعل لو
عدد الردود 0
بواسطة:
راشد المصرى
انهم يكرهون مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مارو
اين كنتم قبل ذلك ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن عادي
التمثيلية